٢ – الاستعداد: كيف تجاوزت شركة عقارماب أزمة كورونا

هذه التدوينة جزء من سلسلة تتحدث عن كيفية تجاوز عقارماب لأزمة الكورونا، أنصح ببدأ القراءة من تدوينة المقدمة. 

في ٢٥ فبراير ٢٠٢٠ أتجهت لإلقاء محاضرة في مؤتمر في تايلاندا يجتمع فيه سنوياً رؤوساء جميع المواقع العقارية في العالم، وكانت الكورونا في هذا التوقيت قد بدأت تنتشر ولهذا لبست قناع طبي، وكانت المطارات طبيعية، ولكن عند عودتي بعد بضعة أيام فقط تفاجئت باختلاف كبير في نسبة لابسي القناع الطبي في المطارات، وعندما وصلت إلى مطار دبي وجدت أن الوضع لا يزال أهدى من الوضع في أسيا، لكني أدركت أن هناك موجة كبيرة قادمة. ولعل توقيت هذه السفرية ساعدني في إتخاذ قرارين مهمين: الأول شخصي وهو أني بعت جميع أسهمي في البورصة الأمريكية وأنا في المطار وقبل أن أصل إلى مصر، وهذا قرار توفقت فيه لأن جميع الأسهم أنهارت بشكل حاد في نفس الأسبوع. 

القرار الثاني الذي أتخذته هو أني تحدثت مع محمد عبده رئيس قسم التسويق في عقارماب وأخبرته أن هناك وضع غريب جداً وعلينا الاستعداد وأخذ الاحتياط وقمنا بخفض ميزانية التسويق فوراً بنسبة ٥٠٪. وبعد هذا القرار السريع ببضعة أيام، تقريباً في أول أسبوع من مارس، اجتمعت مع جميع رؤوساء الأقسام وأتفقنا أنه يجب أخذ إجراءات أسرع، فقررنا إيقاف جميع خطط النمو وإيقاف التوظيف في الشركة، إلى حين إشعار أخر. 

بعد يومين تقريباً قررنا إتخاذ إجراءات أقوى، فبدأنا في شد حزام الشركة استعداداً لأزمة أصبحت تقترب بشكل متسارع، فقمنا ببدأ خفض جميع تكاليف الشركة ووقف وتقليص المصاريف الغير جوهرية، وألغينا محادثاتنا مع صاحب العقار المتعلقة بتأجير دورين إضافيين وقمنا بتخفيض ميزانية التسويق إلى أقل مستوى ممكن. أيضاً شكلنا لجنة لدراسة كيف سنتعامل مع الأزمة إذا أثرت على عقارماب بشكل مباشر، لكن الحقيقة أن الأزمة تحركت بشكل أسرع بكثير مما كنا نتوقع، ولم يكن هناك وقت كافي للتخطيط والدراسة. 

في التدوينة القادمة سأتحدث عن وصول الأزمة بشكل كامل، وكيف تعاملنا مع صدمة الأزمة، وكيف تعاطينا معها، وسأتحدث عن مصير الجولة الاستثمارية التي كنا في صدد إنهائها. 

تدوينات السلسلة: 

– المقدمة
١- التوقيت 
٢- الاستعداد (هذه التدوينة) 
٣- الصدمة 
٤- الصمود 
٥- التعافي 
٦- النمو
٧- دروس مستفادة 

7 تعليقات على “٢ – الاستعداد: كيف تجاوزت شركة عقارماب أزمة كورونا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *