aqarmap.com – من مشكلة إلى فكرة إلى مشروع

حاولت في عام 2008 شراء قطعة أرض في بلدي الحبيب اليمن عبر الإنترنت، وبالرغم من وجودة عدة مواقع عقارية إلا أنني واجهت صعوبة بالغة في إيجاد قطعة أرض في المنطقة المفضلة لدي. وبعد عناء طويل، وبسبب عدم تواجدي في البلد، اضطررت إلى توظيف شاب لكي يقوم بتفقد الأراضي المعروضة في المواقع والتأكد من موقعها وتصويرها لي وأيضاً تحديد موقعها تقريباً باستخدام برنامج جوجل إرث. وللأسف كان العمل شاق جداً، فأضطر للاعتذار مني ولم يستطع المواصلة، لهذا قررت تأجيل عملية الشراء إلى أن أعود إلى البلد.

بعد يأسي من عملية البحث عن عقار مناسب عبر الإنترنت قررت أن أحول هذه المشكلة إلى فرصة، فبالتأكيد هناك فجوة كبيرة في هذا المجال. لهذا قمت بتقصي الموضوع وبحثت عن أفضل المواقع العربية العقارية لكي ألتمس جودة خدماتها، فوجدت أن أشهرها عبارة عن منتدى، وأغلبها مواقع غير حديثة تنقصها الكثير من الخدمات. أيضاً، وجدت أن أغلب الحوار بين البائع والمشتري يتمحور حول نقطتين: الأولى وبدون شك هي السعر، والنقطة الثانية هي موقع العقار تحديداً. لهذا، اضطر بعض العقاريين إلى أخذ صور عبر جوجل أرث لتحديد موقع العقار بشكل أفضل، وكانت هذه الصور مفيدة جداً. عندها، ولدت فكرة عقار ماب.

قضيت أكثر من سنة كاملة، أخطط للمشروع مع الأخ أحمد عبدالمولى والأخ محمد حارث، وبدأنا برسم خطة العمل التي شاركنا من خلالها في عدة مسابقات عربية، ومن ثم أنتقلنا إلى مرحلة البحث عن مستثمر، ولكن للأسف كان الحصول على مستثمر جاد أمر شبه مستحيل. ولكننا لم نتذمر ولم نتوقف وإنما أتجهنا إلى التمويل الذاتي – Bootstrapping – وبعون من الله سبحانه وتعالى، استطعنا إكمال المشروع وتم إطلاقه بشكل رسمي.

طبعاً، يمكنني أن أطيل عليكم لأخبركم بمميزات المشروع من دمج لخرائط جوجل مع استعراض العقار باستخدام يوتيوب وإشهار باستخدام تويتر وفيسبوك، ناهيك عن إمكانية تحويل العملات، والمساحات، ولغة المحتوى بشكل آلي وسريع.. لكني أفضل أن أترككم مع الموقع لكي تتصفحوه وتستفيدوا منه..

http://www.aqarmap.com

ما معنى كلمة Bootstrapping

لديك فكرة وخطة لتنفيذ مشروع، لكنك تحتاج إلى رأس المال. طبعاً ستحاول إقناع مستثمر  أو جهة حكومية بتمويلك، أو الدخول بشراكة مع شخص لديه رأس مال كافي. لكن الحصول على التمويل ليس بالأمر الهين، والكثير من الشباب يبقى في طور الفكرة لأنه لا يستطيع إقناع هذه الجهات بالتعاون معه. إذا، ما هو الحل؟ ما هي الخطوة التالية التي يجب أن يتخذها رائد الأعمال في ظل غياب التمويل؟

إن الخيار الأمثل في مثل هذه الظروف هو Bootstrapping، أي البدء في تطوير الفكرة وتكوين الشركة بالمال الخاص عن طريق استخدام اختصارات تساعد في تخفيض التكاليف. فمثلاً بدلاً من استئجار مكتب يتم العمل من إحدى غرف المنزل، وبدلاً من الاستعانة بموظفين ومستشارين يتم الاستعانة بأصدقاء وأقارب، وبدلاً من تطوير منتج يقوم بتقديم 10 خدمات مميزة، يتم تطوير نسخة أولية منه تقدم خدمة واحدة فقط. طبعاً إن كنت تحلم ببناء أطول برج في العالم، أو مصنع طائرات، أو أحدث هاتف محمول، وينقصك رأس المال فهذا الاسلوب التنفيذي لن يناسبك لأنه يتناسب فقط مع المشاريع التي تتطلب رأس مال صغير، والتي تحقق أرباح عالية. وعادة ما تكون هذه المشاريع في القطاع المعرفي، حيث يتركز الإنتاج على الجانب الذهني والفكري مثل البرمجة والهندسة والتصميم والإبتكار.

نقرأ كثيراً عن قصص شركات تقنية عالمية بدأت في دور أرضي أو في سكن جامعي أو في جراج سيارات، مثل Yahoo و Google و Dell، وحقيقة فإن مثل هذه الشركات بدأت كفكرة، ولما يأس أصحابها من إقناع المستثمرين بتمويلهم، لم يندبوا حظهم ويتهموا حكوماتهم بالتخلف، بل بدأوا بتنفيذ أفكارهم على أرض الواقع باستخدام مالهم الخاص (قليل جداً)، وباستخدام وقتهم وجهدهم (كثير جداً). إننا بحاجة ماسة لإتباع هذا المنهج التنفيذي فقد أنتظرنا الممولين والمستثمرين طويلاً، ويمكنني أن أجزم بأن من يقرر الإنتظار سينتظر حتى يرى فكرته على أرض الواقع ويقول لقد كانت لدي نفس الفكرة !

العمل الحر – Freelancing

لا استطيع أن أتخيل وجود خريج جامعي بدون عمل في عصرنا الحالي، لاحظ أني قلت بدون عمل وليس بدون وظيفة، فالوظيفة تختلف عن العمل. أولاً، اتمنى أن يتجه جميع الشباب إلى ريادة الأعمال لمحاولة تأسيس شركاتهم الخاصة، ولكن الواقع أن الكثير قد لا تتوفر لهم الظروف المناسبة لبدء مشاريعهم الخاصة، ولهذا يضطر الكثير للبحث عن وظيفة او عمل. فبالنسبة للوظيفة، فالمسألة واضحة وضوح الشمس، عدد الخريجيين أكبر بكثير من عدد الوظائف المتوفرة في السوق العربي، ولهذا نسبة البطالة عالية، هذا بالإضافة إلى إنتشار المحسوبيات والوساطات التي تزيد من صعوبة الحصول على وظيفة. إذاً الخيار الوحيد المتبقي هو العمل.. العمل الحر.

متابعة قراءة العمل الحر – Freelancing