لدي فكرة ولكني أخاف أن يتم سرقتها

وددت أن أبدأ هذه التدوينة بالكلام عن الغير، مثلا: قابلت العديد من الأشخاص الذين يزعموا بأن لديهم أفكار قيمة ولكنهم لا يخبروا أحد عنها خوفاً من سرقة هذه الأفكار. ولكني تراجعت وقررت الكلام عني شخصياً، لأني في يوم من الأيام كنت ضمن هذا الصنف من الأخوة المبدعين.  مرت علي سنين وأنا اكتنز الأفكار واحدة تلو الأخرى، وكنت شديد الأهتمام بالسرية خشية أن يصل أحداً ما إلى أفكاري. لاحظت بعد فترة أن بعض أفكاري تم تطبيقها من قبل آخرين، وكنت أحاول شرح هذه الظاهرة لأصدقائي. لعل العديد من القراء قد قابلوا شخص يقول: “هذه الفكرة كانت في بالي، ولكنهم سبقوني إليها، كان من الممكن أن أكون ثرياً.. إلخ”. عندما تكررت معي هذه الظاهرة عدة مرات، أيقنت بأن إقتناء الأفكار بدون تطبيقها لا يعني شيئاً، وإنما يجب أن يتم تطبيق الأفكار مباشرة لكي تصبح مثمرة. وعادة، تطبيق الفكرة بشكل سليم يستدعي الاستعانة بالغير، فيجب عرض الفكرة على شركاء أو أصدقاء لتوفير الدعم المادي أو التقني أو المعرفي. أعلم بأن هناك خطورة في عرض الفكرة على الغير، فقد يقوم شخص باستخدامها بدون إشراك صاحب الفكرة، ولكن يجب عليك عرض كمية محدودة من المعلومات عن فكرتك، وكذلك عليك عرض الفكرة على من تثق فيهم. خلاصة القول هو أنه لا نجاح بدون مغامرة، فإن كانت لديك فكرة ترى فيها احتمال نجاح كبير، إبداء بالتحرك نحو تنفيذها، واستعن بمن قد يعينك على تطبيقها. الفكرة بدون تطبيق مجرد حبر على ورق، والنهاية حسرات وفتح لأعمال الشيطان .. لو..لو.. لو..

لا بأس في الفشل

 سبق وأن كتبت عن الفشل وأهميته في الوصول إلى النجاح، وأعتقد أن الجميع يتفق معي بأن الفشل خطوة من خطوات النجاح. أحب أن أعرض عليكم اليوم قصة مميزة تبين كيفية تحويل الفشل إلى نجاح. القصة تنبع من أشهر شركة في مجال الإبداع والاختراع 3M. بطل هذه القصة عالم كيميائي يعمل مع الشركة، حيث طلب منه أحد مدرائه اختراع صمغ خفيف ونحيف جداً لغرض ما، وبعد وقت طويل من البحث والتطوير حان وقت استعراض نتائج العمل. عندها، اعترف العالم بأنه فشل في المهمة الموكله إليه، وأخبر المدير بأنه نجح في اختراع صمغ خفيف ونحيف جداً، ولكن المشكلة أن الصمغ جودته ضعيفة، ولا يقوم بلصق المواد إطلاقاً، وإنما يقوم بتعليقها مؤقتاً. كان هذا فشلاً ذريعاً، ولكن شركة 3M لا تعترف بالفشل كنتيجة، وكالعادة تم حفظ معلومات الصمغ في نظم الشركة وتم نشر النتائج على بقية المخترعين في الشركة لعلهم يجدوا طريقة لتحسين المنتج. بعد عدة سنين، وجد أحد المخترعين العاملين في نفس الشركة تطبيق ممتاز للصمغ الخفيف والغير فعال. هذا التطبيق هو عبارة عن مذكرات Post-it وهي الوريقات الصغيرة الصفراء اللون والتي تستخدم في المكاتب والشركات لتسجيل المذكرات أو الملاحظات. وقد كان فشل العالم الأول هو سبب نجاح المنتج، فأهم عاملين في نجاح المنتج هما خفة ونحف الصمغ، وكذلك سهولة نزع الورق بعد لصقها. اليوم، ينتشر هذا المنتج في جميع أنحاء العالم، والشركة ربحت الملايين لأنها لم تكتفي بالفشل كخط نهاية وإنما عملت على تحويله إلى نجاح كبير. هذه هي حقيقة المبدعين والمكافحين، لا بأس في الفشل طالما أننا لن نكتفي به كنتيجة نهائية !

رحلة شيقة

أنقطعت عن الكتابة لفترة طويلة نظراً لشدة إنشغالي.. حاولت عدة مرات التدوين ولكني لم استطع التركيز نهائياً. كنت في رحلة شيقة جداً، تعلمت فيها الكثير، والأهم من ذلك، قابلت فيها أقاربي، وأصدقائي، وكونت علاقات جديدة في عدة دول. سبب الرحلة كان تأهلي للمرحلة الثانية من مسابقة إم أي تي لأفضل خطة عمل في الوطن العربي. كانت زيارتي للبنان موفقة والحمدلله، وقد سعدت بالتعرف على العديد من الشباب العربي الطموح والمؤهل. بعدها، زرت مدينة دبي والتقيت بأصدقائي هناك، وكان لي الشرف اللقاء مع الأستاذ محمد مروان صاحب مدونة ستارت أب أريبيا. بعد ذلك زرت بلدي الحبيب – اليمن – للقاء الأهل والأصدقاء وكذلك لتوقيع بعض الشراكات التي ستساعد على تطوير مشروع السوق الإلكتروني – جو يمن. أخيراً، زرت دولة قطر، وكانت الزيارة بمثابة مفاجئة كبيرة لي. فقد أدهشتني النهضة التي تشهدها البلد، وأعجبت بالمشاريع التي يتم تنفيذها حالياً هناك.

هذه الرحلة الشيقة وسعت معارفي بشكل كبير، فقد اكتشفت بأن هناك الكثير من الفرص والإمكانيات التي لم تخطر على بالي من قبل. إن للسفر والترحال أثر كبير على الفرد، فمهما كنت واثقاً من خبرتك ومعرفتك، سافر وتعرف على مناطق جديدة وأشخاص جدد، وستكتشف أنك لا زلت تتعلم !