كن جزء من الحل ولا تكن جزء من المشكلة. فكر ملياً في قصة وليام الأفريقي وأشكر الله على النعم المحيطة بك، وأبدأ بالعمل !
الشهر: سبتمبر 2009
أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم SMEs
بعد أن أدركنا أن البترول سينضب عاجلاً ام آجلاً بدأنا البحث عن البديل، وبدأت كل دولة تنويع مقومات دخلها القومي لتأمين الأقتصاد وحمايته من أي ضربة مفاجئة لقطاع النفط والطاقة. لاحظت مؤخراً إطلاق العديد من المشاريع العملاقة، فأصبح لدينا أكبر وأسرع وأشهر وأفخم وأغلى وأعظم، وإلخ.. لا شك في أن هذه الاستثمارات العملاقة وعمليات شراء واستحواذ أكبر الشركات الأجنبية ستنعش اقتصاد أمتنا وتوفر وظائف ممتازة لكوادرنا الغير مؤهلة، ولكني أتوقع أن هذا الإنتعاش سيزول بنفس السرعة التي حصلنا عليه بها. يؤسفني أن أسرد قصة مدينة دبي كمثال حي لا زلنا نعيش تجربته حتى اليوم؛ فبالرغم من أني واثق بأن لكل حصان كبوة، وأن ما تمر به هذه المدينة العربية له علاقة بما يحصل في السوق العالمي، إلا أنه يجدر بنا أن نستفيد جميعاً من عواقب النمو السريع المبني على أسس متراكمة من هنا وهناك.
أرى بأن نتجه نحو تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأنها بالفعل نواة مستقبل الغد. يجب أن يتم غرز ثقافة الإبتكار وريادة الأعمال والإبداع في شبابنا اليوم لكي يتم جني الثمار غداً. أعلم بأننا لن نستطيع الإعلان عن نجاحنا خلال سنتين، ولن نستطيع إبهار العالم بأرقامنا القياسية، لكني أراهنكم بأننا سننجح نجاحاً ثابتاً على الزمن الطويل. جميع الشركات العالمية الناجحة كانت في يوم من الأيام شركة صغيرة ومن ثم نمت نمواً تدريجياً يتناسب مع خبرة إدارتها وموظفيها وزبائنها. هذا النمو التدريجي الطبيعي أعطى هذه الشركات أساس قوي في السوق مكنها من النجاح في السوق العالمي. علينا أن نستثمر في المشاريع الصغيرة، وعلى حكوماتنا أن تدعم هذه المشاريع وتوفر لها البيئة المناسبة والتسهيلات المطلوبة. لا نريد وظائف مملة برواتب عالية لأفراد غير مؤهلين، نريد بيئة مناسبة لشباب مجتهد يطمح للنجاح ويعشقه.
المشروع الناجح يحتاج إلى نموذج ربحي – Revenue Model
النموذج الربحي يحدد كيفية تحقيق الأرباح من المشروع. سائق التاكسي لديه عدة خيارات بالنسبة للنموذج الربحي، إما أن يدفع الزبون مبلغ يتم الإتفاق عليه مقابل توصيله إلى مكان معين، أو أن يتشارك الزبائن في دفع تكلفة التاكسي، أو أن يتم استخدام العداد لحساب التكلفة. هناك اختلافات بين هذه النماذج الربحية، لكنها كلها تشترك في عامل واحد، وهو أن سائق التاكسي قد حدد طريقة للربح من مشروعه.
حقيقة، العرب أبدعوا في هذا المجال منذ القدم، فهم لم يحتاجوا لمن يذكرهم بهذه النقطة، فتجار الحرير والبهارات والبن والعسل لم يقطعوا الصحاري والقارات من دون معرفتهم كيف سيقوموا بالربح من تجارتهم. ففي حالتهم، النموذج الربحي هو زيادة سعر المنتج لتغطية التكاليف وتحقيق الأرباح. وحتى في يومنا هذا، نجد الكثير ممن يتفنن في كيفية الربح من مشروعه. ولكن هناك قطاع معين لم ينتبه إلى هذه النقطة.. الإنترنت العربي.
هناك ألاف المواقع العربية، ولكن قليل منها – يعد بأصابع اليد – استطاع أن يحدد نموذج ربحي فعال. أجزم بأن أكثر من 95% من المواقع العربية تعتمد على نموذج ربحي تقليدي – الإعلانات. لا بأس في اختيار الإعلانات كنموذج ربحي، فهناك مواقع عالمية تعتمد على الإعلانات أيضاً. ولكن المشكلة هو أن السوق العربي لا يدعم الإعلانات بالشكل المطلوب، فنجد مواقعنا العربية مليئة بالمساحات التوسلية (ضع إعلانك هنا) .. لم يبقى لنا سوى كتابة (ضع إعلانك هنا وسأدعو لك بعد صلاة الفجر) 🙂
الكل يعلم بأن الشركات العربية لا تعتمد على الدعاية الإلكترونية بالشكل المطلوب، وكذلك أرباح الإعلانات غير مرضية، ومعظم الزبائن لا تعجبهم الإعلانات المزعجة.. إذاً لماذا نستمر على هذا المنوال؟ بالنسبة للمنتديات، أعتقد بأن الإعلانات قد تكون الحل الوحيد.. على الرغم من أن بعض المنتديات تطلب اشتراك سنوي مقابل العضوية.. وفي رأيي هذا النموذج أفضل بكثير من الإعلانات. لكن، كلامي موجه هنا إلى المشاريع المبتكرة والجديدة. لا ترسم خطة مشروع من دون أن تحدد نموذج ربحي فعال. لقد وقعت في هذا الخطأ شخصياً، وأدركت الآن أهمية هذه النقطة، ولهذا أحببت أن أشارككم ما تعلمته.
هناك مواقع عربية نجحت في استخدام نموذج ربحي، أذكر منها:
أطلب – الربح عبر أخذ النسبة من أصحاب المطاعم
سوق – الربح عبر أخذ رسوم مقابل إضافة البضائع على السوق
مستعمل – الربح من الإعلانات المميزة والعضويات الخاصة
أنا متأكد من أن هناك المزيد، ولكننا نحتاج إلى التجديد والإبتكار في مجال النماذج الربحية. أود أيضاً الإشارة إلى تدوينة سابقة عن الربح من مواقع الإنترنت. أتمنى أن تعم الفائدة..
الفكرة لا شيء إن لم تطبق
لي حلم ولك حلم.. كلنا لدينا أفكار ومشاريع وأحلام.. ولكنها كلها خواطر أو حبر على ورق إن لم نبدأ بتطبيقها. يجب أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا، متى سنتوقف عن الكلام وسنبدأ العمل؟ قابلت الكثير من الشباب الطموح، وعرضت علي الكثير من الأفكار والمشاريع التي قد تنجح، لكني ألاحظ بأن الغالبية من الناس يحب التفكير والتخيل ولا يريد أن يشمر عن ذراعية ويبدأ العمل.
اليوم، لنقف كلنا وقفة صادقة مع أنفسنا. لنبدأ بترتيب الأولويات.. ما هي أهم خطوة أو مشروع أو فكرة نريد العمل عليه؟ بعد ترتيب الأولويات.. يجب أن نبحث عن سبب التأخير في بدأ العمل. ما هو الشيء الناقص؟ الخبرة التقنية، الدعم المادي، المكتب، المساعدة؟ ومن ثم.. نبدأ بالبحث عن من يستطيع المساعدة. اليد الواحدة لا تصفق كما يقول المثل الشعبي.. ومن طلب العلى سهر الليالي..
تصميم المواقع الناجحة Web 2.0 Success
عادة، أحاول تجنب التدوين في المجال التقني لكي لا أزعج الأخوة المتابعين لمدونتي والغير مهتمين بهذا الجانب. ولكن، وجدت في هذا الملف أهمية كبيرة لكل مطوري المواقع العربية الحديثة. أعتذر للأخوة الغير قادرين على قراءة اللغة الإنجليزية.
ما معنى كلمة Venture Capital
قد يغيب على الكثير من الشباب المبادر والطموح هذا المصطلح، والسبب هو أننا لا ندرسه في المرحلة الثانوية، وكذلك لا أتوقع بأنه جزء من المنهج الجامعي حتى لطلاب كلية التجارة وإدارة الأعمال. باختصار هذا المصطلح يطلق على شخص (مستثمر)، شركة (استثمارية)، أو صندوق (إستثماري). لكن، هناك فرق كبير بين المستثمر التقليدي Investor، والمستثمر المغامر VC. قبل أن أتطرق لهذا الاختلاف، أحب أن أعرض عليكم كيف يتم تسميه هذا النوع من المستثمرين باللغة العربية (رأس المال الجريء، الاستثمار المغامر، المضاربة التجارية، الاستثمار المغامر). طبعاً، الأسماء مختلفة، ولكن لها دلالة واحدة، وهي أن هذا النوع من الاستثمار لا يبالي بالمخاطرة وهو مستعد للمغامرة من أجل تحقيق أرباح عالية.
هناك عدة اختلافات بين المستثمر التقليدي والمستثمر الجريء، مثلاً:
1- المستثمر التقليدي عادة يقدم المال من أجل الحصول على حصة في شركة، وعادة يحافظ على هذه الحصة لمدة طويلة ويستفيد من الأرباح السنوية. أما المستثمر الجريء، فهو عادة يدخل الصفقة وفي عينه هدف يجب الوصول إليه خلال 3 أو 5 سنوات، واهتمامه هو ليس الأرباح السنوية، وإنما كيف يمكن له أن يبيع حصته بسرعة (إما عن طريق إدخال الشركة في سوق البورصة، أو بيعها لشركة أكبر).
2- المستثمر التقليدي يفضل الاستثمار في شركات مضمونة ولها سمعة ومكانة في السوق. فمثلاً معظم المتاجرين بأسواق البورصة مستثمرين تقليديين لأنهم لا يقبلوا الاستثمار في شركة ليس لها منتج بعد. المستثمر الجريء يفضل الاستثمار بشركات لا تزال في طور حديث.. وأحياناً في طور الفكرة.. فهو يستفيد من حدسه وتوقعه لنجاح الشركة، ويستطيع تحويل مبلغ صغير إلى مبلغ كبير جداً نظراً لمخاطرته وشراءه لنسبة من الشركة في طور مبكر جداً.
* هنا يجب لفت الإنتباه إلى قانون مالي مهم جداً.. وهو: العوائد الربحية = حجم المخاطرة
أي أن حجم العائد الربحي يعتمد على حجم المخاطرة، لهذا تكون أرباح المستثمر الجريء كبيرة جداً مقارنة بأرباح المستثمر التقليدي نظراً لأتخذ قرارات استثمارية ذات مخاطرة عالية.
3- المستثمر التقليدي عادة يدخل في صفقات بشكل موسمي او عند وجود فرصة مناسبة، أما المستثمر الجريء فوظيفته هي البحث عن فرص استثمارية بشكل دائم. هناك شركات استثمار جريء ليس لها عمل غير فحص الأفكار والمشاريع المتوفرة في الجامعات ولدى الشباب لكي تجد المشروع الجديد الذي ستسثمر فيه.
هناك اختلافات أخرى، لكني أرى بأن هذه الاختلافات هي الأهم. قد يتساءل البعض عن أهمية الاستثمار الجريء وقد يجادلني البعض ويقول بأن ما لدينا حالياً في السوق العربي هو عبارة عن استثمار جريء. لدي مثال حي يبين إنعدام (أو شبه انعدام) الاستثمار الجري في الوطن العربي. هناك العديد من المشاريع التقنية في مجال الإنترنت والتقنية الحديثة والتي يعمل عليها الشباب العربي بشكل دائم، لكن جل اهتمام المستثمرين العرب ينصب على سوق العقارات والأسهم أو الأسواق العالمية، لماذا .. لأنهم من الطراز التقليدي الغير مستعد لتحمل مخاطرة الاستثمار في الشباب وفي الأفكار الجديدة.
قد يظن البعض بأن قرار الاستثمار التقليدي هو الأفضل.. لكني عندما تفحصت أسباب نجاح الشركات الأجنبية خصوصاً في الجانب التقني، وجدت أن معظم الشركات تم تمويلها في البداية عبر الاستثماري الجريء.
Google, Paypal, Twitter, Youtube, Facebook, Myspace, Yahoo, Ebay
وغيرها من المواقع الشركات بدأت كفكرة تم تغذيتها بزخم استثماري جريء مكنها من إطلاق منتجات جديدة وحملات دعائية جذبت العديد من الزبائن والزوار.
بعد بيع موقع مكتوب لشركة ياهو مقابل 75 – 85 مليون دولار أعتقد بأن الكثير من المستثمرين سيعيد النظر في أهمية الاستثمار الجريء. الشركات التي استثمرت في موقع مكتوب في الماضي مثل أبراج كابتل الإماراتية والشركات التي استثمرت فيها مؤخراً مثلاً تايجر كابتل الأمريكية حققت أرباح تفوق الأرباح التقليدية لأنها لم تبالي بالمخاطرة .
هذه دعوة حارة إلى كل مستثمر عربي يبحث عن أرباح تفوق تذبذات البورصة وفقاعات أسواق العقارات. كُن مغامراً.. واستثمر في ما هو جديد ولا تنسى أن تضع في كل سلة بيضة !