أبل تستحوذ على شركة إسرائيلية

قرأت تدوينة رائعة في موقع آي فون إسلام، وأردت أن ألفت إنتباهكم إليها.. إليكم إقتباس منها، ملحق برابط للتدوينة:
“نحن في آي-فون إسلام كما هو حال كل عربي في قمة الغضب ان شركات نحبها تضع يداها في يد كيان مغتصب جرائمه معروفة للعالم كله. لكن هذه العاطفة لا تنفع ولن ينفع الغضب، عرضنا تفوق الكيان الصهيوني علينا، وهذا ليس عيب هذه حقيقة ومن لا يقبل بها سيظل في احلامه ولن يفيق والا الجهل عم بيته واهله واستضعف اكثر من ما هو مستضعف. وبعد ان نضع الحقائق امامنا يجب أن نقوم بدراسة اسباب ضعفنا وكيف نخرج من سباتنا الذي طال، هذا ليس عيب فقد كنا في القمة من قبل وكانت دول العالم تستقي العلم والمجد من والان للأسف تغير الحال، يجب علينا ان نعلم أسباب تفوق خصومنا لنتفوق مثلهم…”

إقراء التدوينة كاملة

أيهما أفضل؟ براءة اختراع أم تنفيذ الفكرة

دائماً أشدد على أهمية تنفيذ المشروع بدلاً من التركيز على أهمية فكرة المشروع لأني أرى الكثير يتفاخر بأفكاره المبتكرة التي عادة لا ترى النور، بينما هناك أناس بسطاء لديهم أفكار بسيطة يتم تنفيذها بإصرار وحماس وتصبح قصص نجاح كبيرة. لدي تجربة شخصية أود مشاركتكم فيها. أعتقد أن الكل قد سمع الآن عن مواقع الشراء الجماعي مثل جروب أون، وليفينج سوشل، والنسخة العربية منها كوبون، وغيره من المواقع الكثيرة التي انتشرت في كل بلدان العالم مؤخراً.

الفكرة ببساطة أن الموقع يقدم عرض من شركة معينة بتخفيض كبير جداً عادة يكون ٥٠٪، ويمكن لأي شخص الشراء بهذا السعر، لكن يشترط لإتمام الصفقة دخول عدد معين من المشتريين مثلاً ١٠٠ شخص، وفي حالة عدم الوصول لهذا العدد لا تتم الصفقة. الفكرة ذكية جداً، وهي ببساطة بيع بالجملة لكن بطريقة مبتكرة، فسبب رخص السعر أن الشراء يتم بالجملة وليس بشكل فردي، وسبب نجاح هذه الفكرة إلكترونياً هو أنه عندما يقوم شخص بعملية شراء، يكون لديه حافز كبير لإخبار أصدقاءه ومحاولة إقناعهم للإنظمام للصفقة لكي يحصل هو أيضاً على العرض الحصري. شركة جروب أون أبرز العاملين في هذا المجال تم اكتتابها قبل شهور قليلة في سوق البورصة الأمريكي وقيمتها اليوم هو ١٤ مليار دولار! مبلغ خرافي، خصوصاً عندما نتذكر بأن الشركة لا تبيع شيء في الحقيقة، كل ما تقوم به هو إقناع صاحب شركة بتقديم عرض حصري ومغري، ومن ثم تجمع عدد كافي من المشتريين، وتقوم باستلام المال منهم ويتم إعطائهم كوبونات يتم طباعتها واستخدامها للحصول على العرض. طبعاً الفكرة ممتازة، وسهلة التطبيق، ولهذا انتشرت نسخ مقلدة من الفكرة بشكل كبير جداً.

توصلت أنا وزملائي في الجامعة في بداية عام ٢٠٠٩ إلى نفس هذه الفكرة مبكراً قبل ما يسمح أحد عن شركة جروب أون وربما قبل تأسيس الشركة نفسها. تعمقت أنا وزملائي في هذه الفكرة، وقمنا بإعداد دراسات عديدة ونظريات عرض وطلب ودخلنا في فلسفة الفكرة وحساباتها لنضمن أنها ستنجح، وعندما شعرنا بأننا توصلنا لإبتكار حقيقي، قررنا تسجيلها كبراءة اختراع وبالفعل تواصلنا مع محامي متخصص وبذلنا مجهود كبير في شرح وتوضيح الفكرة وأيضاً دفعنا مبلغ كبير للمحامي وتم تقديم براءة الاختراع في أواخر ٢٠٠٩، وتم تسجيل براءة الاختراع في آخر عام ٢٠١٠. السوق تحرك وجروب وأن وغيرها من المواقع التي قلدتها تحركت أيضاً ونحن كنا ننتظر صدور براءة الاختراع وحماية الفكرة. اليوم جروب أون قيمتها ١٤ مليار دولار وشركتنا قيمتها صفر دولار. طبعاً حاولنا ولانزال نحاول الاستفادة من براءة الاختراع في رفع قضية مثلاً أو بيعها، لكنها بصراحة لا تحمل أي قيمة.

شيء آخير يجب أن أذكره من باب المصداقية، سبب رئيسي في فشل مشروعنا هو ليس التأخير في التنفيذ فحسب، بل أيضاً الفشل في التنفيذ، فقد ارتكبنا خطأ استراتيجي في استهداف الشركات، فبينما استهدفت شركة جروب أون وغيرها الشركات التي تبيع الخدمات، استهدفنا الشركات التي تبيع المنتجات، وكان هذا هو سبب عدم قدرة الشركة على اللحاق بالسوق. فالشركات الخدمية مثل (المطاعم، والمراكز الترفيهية، ومراكز التجميل، وغيرها) عادة تقدم خدمة بهوامش ربحية عالية، ولهذا هناك دائماً مرونة في تسعيرها تمكن صاحب الشركة من تقديم تخفيضات سخية. فمثلاً صاحب المطعم يمكنه أن يخفض سعر وجبه من ٥٠ دولار إلى ٢٥ دولار لـ ١٠٠ فرد بدون أي مشاكل كبيرة. لكن، هل يمكن لشركة تبيع لابتوب بـ ٦٠٠ دولار أن تخفضه إلى ٣٠٠ دولار. أعتقد بأن تأخيرنا في تنفيذ الفكرة بالإضافة إلى استهدافنا الخاطئ للسوق كانا سببين رئيسيين في فشل المشروع.

أردت سرد هذه القصة لكي يستفيد منها كل من لديه فكرة ولا يزال يحميها ويخاف عليها، بدلاً من أن يبدأ في جمع فريق عمل حوله ويبدأ في تنفيذها. السوق يتحرك بسرعة خصوصاً في مجال التكنولوجيا والإنترنت، أعلم أن بعض التخصصات براءة الاختراع مصيرية فيه، لكن بشكل عام أرى بأن سرعة تنفيذ الفكرة بدلاً من الكتمان على الفكرة هو السبيل الأفضل للنجاح.ما رأيكم؟ أيهما الأفضل.. الفكرة أم التنفيذ؟