مضت أكثر من ١٠ سنوات على تأسيس عقارماب، وكانت ولا تزال الرحلة مليئة بالنجاحات والتحديات، وعادة ما نسمع عن القصص اللطيفة والإنجازات والأرقام القياسية ولكن قلما يكشف لنا مؤسسي الشركات الناشئة التحديات الحقيقية التي واجهتها شركاتهم وكيف تعاملوا معها، بالرغم من أهمية نشر هذه التجارب لكي تساعد الزملاء الذين لديهم شركات والآخرين الذين لديهم خطط لبدء شركاتهم الخاصة.
في الحقيقة مرت عقارماب في ٣ منعطفات خطيرة كادت أن تسبب في انهيار الشركة وإفلاسها، ولكن بتوفيق الله سبحانه وتعالى، ودعاء الوالدين، وحسن السوق الذي نعمله فيه، وجهد شباب عقارماب استطعنا تخطي هذه العقبات. بدأت فكرة عقارماب في ٢٠٠٩ وافتتحت اول مكتب للشركة في اليمن في ٢٠١٠ ولكن البداية الرسمية للشركة كان في ٢٠١١، والسنوات التالية كانت سنوات مصيرية في التجربة:
* ٢٠١٢ – نفاذ التمويل الأول
* ٢٠١٦ – تعويم الجنيه المصري
* ٢٠٢٠ – أزمة كورونا
يبدو أن هناك نسق معين لهذه الأزمات، حيث أنها تشرفنا كل ٤ سنوات 🙂 وبالرغم من أن كل أزمة كان لها سبب مختلف، إلا أن كلها كانت صعبة وتحدت قدراتنا كفريق عمل لأقصى حد. قرأت إحصائية مخيفة قبل عدة سنوات على الشركات المدرجة في بورصة ناسداك الأمريكية، وقبل استعراض هذه الإحصائية، أحب أن أوضح أن الشركات التي يتم إدراجها في نازداك في العادة هي شركات قد وصلت لمستوى عالي من النجاح وبالتالي يتم اكتتابها في البورصة. المهم، الإحصائية تقول بأن متوسط قدرة الشركات المدرجة في بورصة ناسداك على البقاء هو ١٥ سنة فقط، وبعد ١٥ سنة إما أن تفلس، أو يتم شراءها من قبل شركة أكبر. لم أدرك يومها كيف يمكن للشركات الناجحة أن تختفي، لكن بعد مرور هذه الأزمات على عقارماب بدأت تفهم أنه مهما كان حجم الشركة، يجب عليها الحفاظ على مستوى عالي من المرونة والديناميكية للتعامل مع الصدمات والتحديات المفاجئة التي ستواجهها، وإلا ستختفي.
لتوضيح تأثير هذه الأزمات على الشركة، أحب أن اشارككم رقم واحد في كل سنة من هذه السنين أعتقد أنه سيوضح بسهولة مدى تأثير كل أزمة على الشركة، الرقم هو حجم فريق عقارماب في كل سنة منذ التأسيس، حيث بدأنا في السنة الأول بفريق مكون من ١٨ فرد، وإليكم ما جرى:
* ٢٠١١ – ١٨
* ٢٠١٢ – ٤ (أزمة نفاذ التمويل الأول)
* ٢٠١٣ – ١٠
* ٢٠١٤ – ٢٥
* ٢٠١٥ – ٦٥
* ٢٠١٦ – ٦٠ (أزمة تعويم الجنية المصري)
* ٢٠١٧ – ٧٩
* ٢٠١٨ – ١٦١
* ٢٠١٩ – ١٩٥
* ٢٠٢٠ – ١٣٥ (أزمة كورونا)
* ٢٠٢١ – ٢١٥
بعد إنتهاء الأزمة الأخيرة، وخروجنا منها تماماً في ٢٠٢١ وتحقيق عقارماب لأرقام قياسية في كل المؤشرات والإيرادات وبعد أن تطمنت أن الأزمة أصبحت خلفنا تماماً، بدأت التفكير في ما حدث وكيف تعاملنا معه وما هي القرارات التي نجحنا في إتخاذها، وما هي القرارات التي كان يمكننا أن نتخذها بشكل أفضل، فقررت كتابة سلسلة من التدوينات سأحاول خلالها استعراض أحداث الأزمة وكيف تعاملنا معها.
تدوينات السلسلة:
– المقدمة (هذه التدوينة)
١- التوقيت
٢- الاستعداد
٣- الصدمة
٤- الصمود
٥- التعافي
٦- النمو
٧- دروس مستفادة
أتمنى أن يجد زملائي المهمتين في مجال ريادة الأعمال الفائدة في هذه السلسلة. المزيد من التدوينات قادمة قريباً 🙂
وعليكم السلام والرحمة
اكيد يشرقنا التعلم ممن امتلك حلم وقاتل فيه قتال الابطال من اجل النجاح والاستمرار
تحياتي لك اخي ومعلمي
حامد الفقيه
سليز ماستر من اليمن . مارب
الله يفتح عليكم بالخير والبركة وسعة الرزق
بالتوفيق وحشتنا
ألف شكر للمشاركة التجربة
وبالتوفيق اخي عماد
يعجبني جدا فيك نقل تجربتك كما هي بدون بهارات
واستفدت منها شخصيا في ادارتي لشركتنا
وخاصة مبدأ الكايدن في سلسلة دلني على السوق
اتمنى ان تستمر في اكمال دلني على السوق كمرحلة اخرى بعد اضافة الخبرات الجديدة المكتسبة في المرحلة الاخيرة
مع ذكر قصص وتجارب حقيقية – اكيد مع المحافظة على خصوصية بيانات عقار ماب –
وهل تجربة اسواق جديدة كانت ناجحة كالسعودية مثلا
وفي انتظار المقالات القادمة التي ستحكي فيها تجربتك في تخطي أزمة كورونا
ننتظركم بحب وشوق
برجاء الاستمرار في التدوين.
تحياتي
محمد حازم