فوائد نسبة البطالة العالية

تنعم دول الوطن العربي والكثير من الدول الإسلامية بمستوى بطالة عالي يصل في بعض الأحيان إلى 40%، ويشتكي الكثير من هذا المستوى العالي وقلة الوظائف والفرص حتى لأصحاب المؤهلات وحاملي الشهادات. بالتأكيد عندما يرتفع مستوى البطالة في أي دولة فهناك العديد من العواقب الاقتصادية التي تضر اقتصاد البلد والأفراد، ولكني اليوم أقدم لكم بنظرة إيجابية إلى البطالة والفوائد التي قد تغيب عن نظر الكثير منا.

إن وجود قدر معين من البطالة في أي اقتصاد له أهمية كبيرة في دعم عملية التوظيف وتوفير الأيدي العاملة للشركات والمصانع عند الحاجة، ولكن الزيادة الكبيرة في نسبة البطالة أو النقصان الشديد في نسبة البطالة له أثار سلبية على الاقتصاد. أعتقد أن الجميع يتفق على سلبيات زيادة نسبة البطالة، فبسببها يتأثر الكثير من الأفراد ويصعب عليهم الحصول على قوت اليوم، وكذلك تنتشر الجرائم بسبب الفقر، وطبعاً يضعف ويقل الناتج أو الدخل القومي للبلد لأن شريحة كبيرة من المجتمع لا تشارك في عملية الإنتاج. أما الجديد، فهو أن هبوط مستوى البطالة بشكل كبير له أثار سلبية. فلو أن بلد ما انخفضت فيه نسبة البطالة إلى تحت 1%، فهذا يعني بأنه لو هاجر أحد المهندسين البلد، فيكون من الصعب جداً أو من المستحيل إيجاد بديل له بسهولة، وستضطر الشركة إلى دفع مبالغ عالية لإقناع مهندس آخر أن يترك شركة أخرى لكي يلتحق بفريقهم، وبالتالي تنتقل المعضلة إلى الشركة الأخرى. خلاصة القول أن نسبة البطالة المنخفضة تسبب نقص شديد في الأيدي العاملة وخصوصاً في المجالات المتخصصة، وينتج عنها ضعف في الإنتاج القومي للبلد.

إذاً، ما الذي نستفيده من هذا الكلام النظري؟ يمكن تحويل الآثار السلبية التي تنتج عن نسبة البطالة المنخفضة إلى آثار إيجابية لنسبة البطالة المرتفعة. ففي هذه الانواع من الأسواق، تتواجد الأيدي العاملة بوفرة كاملة وبأسعار زهيدة، ويمكن للشركات والمصانع والمؤسسات توظيف كوادر متخصصة بأسعار مناسبة وبسهولة متناهية. إن مثل هذه الأوضاع تمثل بيئة خصبة للمشاريع الصغيرة والشركات المبتدئة، فتكلفة تكوين فريق عمل مؤهل زهيدة مقارنة بالأسواق ذات نسبة البطالة المنخفضة. يجب على التجار والمستثمرين والشباب الطموح استغلال الأوضاع الراهنة في الكثير من بلداننا، فبدلاً من التذمر، يمكن الاستفادة من الطاقة البشرية الوفيرة لتنفيذ الكثير من المشاريع باستخدام ميزانية متواضعة.

5 تعليقات على “فوائد نسبة البطالة العالية”

  1. السلام عليكم،
    أتفق معك،
    ولكني عندما قرأت مقدمة المقال، توقعت بقية غير التي ذكرت.
    توقعت مثلا أن تقول بما أن الحاجة أم الاختراع، الحاجة هنا هي العمل، ستدفع الشباب إلى شحذ أفكارهم للخروج بوسائلهم الخاصة من محنة البطالة من خلال إقامة مشاريع خاصة بهم ولو بسيطة.
    أرى أن ليس هناك حل للبطالة، سواء بالنسبة للمعني بها أو للمجمتع أو الاقتصاد والبلاد برمتها، خير من اللجوء إلى خلق المقاولات والإبداع وتشجيع الطاقات الشابة على خوضها.
    من ناحية، بدل أن يكونوا ضحية وضع معين، سيصبحون صاحبي قرار ومبادرة، وبدل أن يكونوا هم موضوع مسؤولية من أهاليهم وبلدانهم، سيصيرون أصحاب مسؤولية على أعمالهم.

  2. الاخت وفاء،

    شكراً على ردك، وطبعاً أتفق مع رأيك البديل، لكني لا أتفق معك بأن ليس هناك حل للبطالة. أنا أرى بأنه من المستحيل إنتشال هذه الظاهرة كلياً من المجتمع، ولكني أرى أنه من السهل جداً على أي فرد أن يخرج من هذا الحال.

    على أي حال، مشكورة على مرورك وكلامك في محله.

  3. اظن ان البطاله معضله ولا تنفع في شيء فل البطال يجب ان يعمل حتى بعض العمل البسيط لو احتاجته شركه او اي شيء فل يكون موجود المهم ان هناك عالاقل عمل بديل عمل نافع جلوسه في المنزل معضله كبيره

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *