ريادة أعمال بدون عمل

ريادة الأعمال اليوم أصبحت على كل لسان، والمؤتمرات واللقاءات والمسابقات في كل ركن من أركان الوطن العربي، وأموال الاستثمار الجريء أصبحت وفيرة بشكل ملحوظ.. بالفعل شهد الوطن العربي تغيير كبير في مجال ريادة الأعمال خلال الأربعة الأعوام السابقة.

طبعاً، لا أريد أن أقول بأن ريادة الأعمال بدأت في الوطن العربي قبل ٤ أعوام، فهي في الحقيقة كانت موجودة منذ الأزل، وأيضاً كانت موجودة في شكلها الحديث منذ أواخر التسعينات، وكان هناك رأس مال جريء وشركات ناشئة .. إلخ. لكن الحقيقة أن الموضوع كان مقصور على فئة صغيرة من الأفراد، ولم يصبح مفهوم ريادة الأعمال معروف لدى العامة، أي لم يكن قد وصل إلى طور الـ Mainstream

في مايو ٢٠٠٨ كتبت تدوينة اشتكي فيها عن صعوبة ترجمة كلمة Entrepreneurship، تخيل معي أنه لم يكن هناك من يتحدث عن ريادة الأعمال لدرجة أني لم استطع أن أجد أي محتوى عربي له علاقة بالموضوع على الإنترنت.

في سبتمبر ٢٠٠٩ كتبت تدوينة اشتكي فيها عن شحة الاستثمار الجري، فبالفعل كان الوضع مزري جداً بالنسبة لأي رائد أعمال.

اليوم، في أبريل ٢٠١٢، الوضع تغير بشكل كبير، ريادة الأعمال أصبحت موضة، والمؤتمرات والمعارض تتزاحم لدرجة أنه يمكن أن يكون هناك حدثين في نفس المدينة على نفس الموضوع، وعدد شركات الاستثمار الجريء قارب أن يزيد عن عدد الشركات الناشئة. طبعاً، كل هذا بصراحة إيجابي، ولا زلت أشجع أي شاب على التعرف على ريادة الأعمال عن طريق المشاركة في مؤتمر أو مؤتمرين. لكن هناك من يشتكي بحرقة من أن ريادة الأعمال أصبحت وظيفة من لا وظيفة له، فأصبح الشباب ينتقل من مؤتمر إلى مؤتمر، والكل فخور بلقب رائد أعمال الذي طبعاً يروق للجميع لأنه أفضل من لقب عاطل عن العمل. من وجهة نظري أرى بأن هذه الفقاعة إيجابية، فمع تزايد صخب هذه الموضة سيسمع عنها المزيد من الشباب، وسيتزايد عدد رواد الأعمال، وفي النهاية قانون الطبيعة سيقوم بالواجب، وسيكون البقاء للأقوى، والأقوى هنا هو الذي سيعمل ويسهر ويكد ويجتهد.

ما يحزنني حقاً هو أني أعرف الكثير من شركات الاستثمار الجريء التي تعاني من عدم وجود رواد أعمال حقيقيين! بالفعل شيء حزين.. مؤتمرات ومسابقات ومواقع قيد الإنشاء وكروت مليئة بعبارات CEO و Founder وCo-Founder ولكن قلما تجد من لديه جدية وخبرة وقدرة على بدأ مشروعه. ما المشكلة؟ إبدأ.

5 تعليقات على “ريادة أعمال بدون عمل”

  1. لربما من حسنات هذه الفقاعة هي الدعاية لمفهوم ريادة الأعمال بشكل اكبر لربما يكون احد الرياديين الحقيقين لم يسمع به مع انه يمارس كافة انشطة ريادة الأعمال، وهذا ما تبحث عنه الشركات بالفعل

    لكن ما اخشاه ان تستمر هذه الحالة طويلاً وتصبح المؤتمرات غاية رواد الأعمال، وكل منهم يفاخر بحضوره عشرات المؤتمرات وسماعه لمئات الكلمات من كبار المدراء في العالم، ولا يدري أن هذه المؤتمرات ما هي إلا وسيلة لتجمعه مع المرحلة التالية من رحلته.

  2. أوفقك الرأي، فقد أضحت ريادة الأعمال منتشرة في كل بقاع المعمورة ابتداءًا من السنوات الأخيرة. كل ما أخاف عليها هو السقوط في فخ “التقليد” لمشاريع الآخرين عوض ابتكار الجديد.

  3. ولكن أخي الفاضل هل المشكلة في رائد الأعمال فقط أم في شركات الاستثمار أيضا ؟
    شروطهم , توجهاتهم , اختياراتهم .. الخ والتي تقف عائق أمام المبدعين !!

  4. متابع لك اخوي عماد باستمرار وتأخرت علينا بالتدوينة لكن لعل كل تأخيرة فيها خيرة ..

    لاول مرة ارد عليك في احد تدويناتك لاني دائما اكون متابع بس يلي اجبرني على الرد هي كلمة Entrepreneurship

    تصدق بالله قبل كم يوم شاهدت اعلان في كليتي يتحدث عن اقامة محاضرة بهذا العنوان وطبعا ماعرفت اترجمها وكلمت اكثر من شخص يتقن الانجليزي ولم يعرف ترجمتها بالضبط هههههههههههههههههههههههههه

    ويعلم الله اني تفاجئت وفي نفس الوقت ضحكت كثير عندما رأيتك تتحدث عن هذه العبارة في تدوينتك فسبحان الله مصادفة عجيبة ههههه

    بانتظار جديد اخوي عماد وأتمنى ما تتأخر علينا هالمرة ..

    دُمت بخير ..

  5. اتفق معك اخي الفاضل كامل الاتفاق وفي واقع الامر ان التوجه نحو تفعيل دور البدء بمشروعك الصغير بدا في عام ٢٠٠٤ مع افتتاح المنتديات وتدشين الغرف الجارية لهذا الحدث ولكن بعد ممارسة العديد من الجهات هذا الدور اتضح ان هذا خلق انسان ريادي يبدأ ويدير مشروعه او مشروعها الصغير ليس باليسير وعليه اختفى العديد من تلك الجهات ولذلك فالظاهرة بالرغم من قدمها الا انها مازالت مقتصرة على من لديه الجرأة والسمات التي تجعله يقدم على هذا الحدث وإحصائيات في الممارسة المؤسسية بريادة الاعمال سواء بالمملكة او العالم هي اكبر دليل ونحمد الله ان النكسة الاقتصادية لعام 2008 هي سبب الهروب من إصلاح الاقتصاد تلك الدول والتي أدت لتعزيز ظاهرة ريادة الاعمال وهنا ينطبق المثل مصائب قوم عند قوم فوائد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *