الفكرة موجودة وقديمة

هناك نظرية استراتيجية مهمة اسمها First Mover Advantage ومعناها ميزة أن تكون شركتك أو منتجك الأول في السوق، وتنص النظرية على أن من يصل إلى السوق أولاً يتمتع بميزة تنافسية لأنه يستطيع الاستحواذ على أكبر شريحة من السوق بسرعة لعدم وجود منافسة، وأيضاً يمكنه تسعير المنتج أو الخدمة بحرية شبه مطلقة خصوصاً إذا كانت حاجة العميل للمنتج ماسة.

لا شك في صحة هذه النظرية لكن هناك من يذهب بها بعيداً ويتوقع أن الوصول إلى السوق أولاً يعني دائماً تصدر السوق والسيطرة عليه حتى بعد دخول المنافسين. بل يذهب الكثير في وطننا العربي إلى أبعد من ذلك، فعندما تعرض فكرتك على البعض، يرد عليك بأنها فكرة قديمة، هناك من قام بها قبلك، ليست جديدة، ليست مبتكرة، أكيد ستفشل ! لماذا؟ فقط لأنك لم تكن أول من قدمها… كلام فاضي !

الأمثلة التي تدل على عكس ذلك لا حصر لها، هل كانت مرسيدس أو تويوتا هي أول من صنعت السيارات؟ ألم يكن موقع ياهو وغيره من مواقع البحث قبل جوجل؟ ألم يكن موقع ماي سبيس قبل فيس بوك؟ وقس على ذلك. حتى بالنسبة لشركة عقار ماب، لسنا أول موقع عقاري عربي، ولسنا أول من استخدم الخريطة في العقارات في الوطن العربي، وكل هذا لا يعني شيء، المهم هو تنفيذك لفكرتك وقدرتك على إنجاحها وتوسيعها والإبتكار في تنفيذ استراتيجية الشركة.

بعد اليوم.. إذا سمعت أحداً يقول لك هذه الفكرة موجودة أو قديمة.. أزحه عن طريقك وواصل الصعود نحو هدفك. لكن قف وفكر جيداً إن كان السؤال: كيف ستتغلب على من سبقوك إلى هذا السوق؟ ما هي ميزتك التنافسية؟

9 تعليقات على “الفكرة موجودة وقديمة”

  1. عزيزي عماد المشكلة هناك ناس حتى الان تعتقد بأن الفكرة هي أهم شيء و لا يعلمون بأن الأفكار على قارعة الطريق و العبرة بالتنفيذ و دائما عندما تكون الفكرة جديدة جدا فهناك صعوبة اكبر في تسويقها لانك تحتاج لتثقيف المستهلك بانه بحاجة الى هذه الفكرة \ الخدمة \ المنتج و لذا دائما الافكار الجديدة و التي تقوم على تحسين او اكمال لافكار قديمهة مؤهلة للنجاح اكثر

    بالتوفيق

  2. تسلم اخي عماد على المقال الرائع فعلا ليست الاسبقية من تحكم السوق انما الميزات تنافسية و القيمة المضافة للعميل مثل تجربة استخدام للمنتوج مريحة و اشياء اخرى تجعل الزبون يترك مزوده تقليدي الاول و يتجه لما هو افضل و اكثر حداثة و تقدم ..

  3. كما أضيف أيضا أن أشهر أجهزة الجوالات الآن غير موجودة بالسوق قبل فترة بسيطة مثل الآيفون والبلاكبيري والأندريود

    الخيل الأصيلة هي من تأتي متأخرة وتلحق في النهاية وتحافظ على الصدارة

    وبقي باعماد تجيت على سؤالك 🙂

  4. صحيح كلامك ، فالفكرة الجديدة قد تحمل نوع من الخطورة أكبر من الفكرة الموجودة ، خصوصاً إذا كنت جديد في السوق و لا تملك التمويل الكافي و الفكرة ذات عائد فيمكن أن يستولي من قبل الحيتان و الله أعلم

  5. معك حق وانا أندم صراحة أن أحدهم استشارني مرة في تأسيس مدرسة للاتيكيت و البروتوكول و السلوك الحسن فقلت لهم ” قديمة لقد سبقتكم فلانة وهي اول كوينيو اسست هكذا مدرية في الكويت”
    ولكن بعدما راقبت طرح هذه الصديقة قلت لها ان فكرتها مع المثابرة والادارة الصحيح ستكون ليست الاولى فقط لكن الافضل في الكويت بهذا المجال
    فعلينا ان لا نحكم من الكتاب فقط من العنوان لعل المحتوى مختلف رغم كونه طبعى ثانية ولكنها منقحة ومضافة اليها تعديلات ومزال منها شوائب الطبعة الاولى
    وكذلك الحال بالنسبة للاعمال
    تقبلوا مروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *