رسالة إلى مستثمر عربي

أخي المستثمر،

هناك أوجه عديدة للاستثمار، فهناك استثمار طويل المدى وقصير المدى، عالي المخاطرة ومنخفض المخاطرة، بالإضافة إلى التنوع في القطاعات التي يمكنك الاستثمار فيها. ولكني أدعوك اليوم للاستثمار في الجديد بعيداً عن التقليد. لن أحدد لك قطاع معين مثل الإتصالات أو الإنترنت أو شركات الاستيراد والتصدير، كل ما أريده منك هو أن تستثمر في أي مشروع أو شركة تقدم منتج أو خدمة جديدة ومبتكرة.

أعلم أن الاستثمار في الجديد يعني زيادة نسبة المخاطرة، ولكني أريد أن أذكرك بأهم القوانين الاستثمارية:

الربح = المخاطرة

أي أنه كلما زادت المخاطرة في مشروعك كلما زادت أرباحك، وكلما نقصت المخاطرة وأتبعت الأسلوب التقليدي للاستثمار كلما نقصت أرباحك. طبعاً، هناك وجه آخر لنفس العملة يظهر في حالة فشل المشروع وهو أن زيادة المخاطرة يزيد من الخسارة، ولكن الحكم هنا هو فراستك وخبرتك في اختيار المشروع الذي ستستثمر فيه.

عادة أكتب عن الإبتكار وريادة الأعمال وأوجه كلامي للشباب الطموح والقيادي، ولكني اليوم أخترت أن أخاطبك، لأني مدرك أن المستثمر هو المحرك الفعلي للاقتصاد. للأسف، لاحظت بأن الخيارات الاستثمارية في الوطن العربي محدودة، فنلاحظ المستثمر العربي يركز على الأسواق التالية: البورصة، العقارات، العملات، الذهب، أو الاستيراد والتصدير. اليوم، أدعوك للتمعن في الفرص الأخرى السانحة والغائبة عن أنظار العديد من المستثمرين العرب. أقول الفرص السانحة، لأن الجميع يتجاهلها، ودخولك فيها سهل جداً لقلة عدد المنافسين. لا يتوجب عليك ابتكار فكرة بنفسك أو تعلم حرفة للاستثمار في مجال معين، كل ما عليك هو العمل مع شركة صاعدة أو صاحب فكرة مبتكرة يبحث عن مستثمر.

قد تتساءل، أين هي هذه الشركات؟ وأين هؤلاء المبتكرين؟ أدعوك لزيارة الجامعات العربية والتحدث مع المتخرجين الجدد، فأنا متأكد من أن العديد منهم لديهم مشاريع تخرج قابلة للتطبيق في الأسواق المحلية. أيضاً، هناك مسابقات أفكار وخطط عمل ومشاريع تجارية تقام في الوطن العربي بشكل دوري. يمكنك الإطلاع على الشركات المتقدمة لهذه المسابقات والتواصل معها وبحث الفرص الاستثمارية.

أخيراً، أتركك مع هذه النقاط المهمة:

– ركز على نسبة المردود الاستثماري ROI وليس على حجم المردود. أي المشروع الذي تستثمر فيه 1000 دولار ويربحك 500 دولار، أفضل من المشروع الذي تستثمر فيه 6000 دولار ويربحك 2000 دولار لأن المشروع الأول قدم لك 50% ربح، أما الآخر قدم لك 33% فقط والمخاطرة فيه كانت أكبر بسبب حجم الاستثمار.

– اجتهد في تنويع حقيبتك الاستثمارية، أو كما يقال: لا تضع البيض كله في سلة واحدة. حاول أن تستثمر في قطاعات مختلفة، ومهما كانت الفرصة الاستثمارية مربحة، لا تضع رأس مالك كله في مشروع واحد فقط. استثمر قليل من مالك في البورصة، وقليل في محل يعيد عليك أرباح شهرية، وقليل في مشروع آخر، وقليل في مشروع مبتكر.. إلخ. عندها، إذا أنهارت البورصة أو حصلت أزمة عقارية، سيكون التأثير عليك مقبول ولن يدفع بك إلى أقرب مستشفى.

– إتقي الله في الاستثمار وإياك والربى، فهل أنت مستعد لمحاربة الله ورسوله؟ إن الأرباح الربوية ضئيلة جداً ولا تستحق أن يلتفت لها أي مستثمر بأي حال من الأحوال. أجزم بأن أي بائع متجول في الشوارع يحقق أرباح أعلى مما تقدمه معظم البنوك لزبائنها المخدوعين.

– حاول أن تختار استثمار يفيد مجتمعك، فعندها حتى لو فشل المشروع مادياً، سيحقق فوائد اجتماعية بإذن الله. حاول أن تختار المشروع الذي سيوفر وظائف أكثر لغيرك، أو المشروع الذي سيقدم خدمة يحتاج لها المجتمع. أعجب للاختيارات الاستثمارية التي يقدم عليها هوامير السوق العربي، فمن القنوات الفضائية إلى الشركات الغنائية، وإنتهاءاً بشراء شركات القمار وبيع الخمور.

– أخيراً.. أنصحك بأن تلفت إلى شركات الإنترنت العربية. مؤخراً، أستطاع سميح طوقان الأردني صاحب موقع مكتوب أن يبيع موقعه لشركة ياهو مقابل 75 مليون دولار. تخيل حجم هذا المبلغ، والمدة التي استغرقته لتحقيق المبلغ (تقريباً 10 سنوات). أعلم بأن هذه البداية فقط، وأن الأسواق الأجنبية تباع فيها المواقع بالمليارات. شخصياً، أعرف العديد من الشركات الصاعدة في مجال الإنترنت التي تبحث جاهدة عن مستثمرين، ولكن غايتهم تائهة في أسواق العقارات والبورصة.

ملاحظة: لست خبير مالي أو اقتصادي، لهذا لا تعتمد على كلامي حرفياً. فقط أردت أن أشاركك ما يجول في خاطري !

9 تعليقات على “رسالة إلى مستثمر عربي”

  1. أشكرك أخي على هذه المقالة التي احتاج إليها بشدة في هذه الفترة بالذات والتي وافقت كثيرا من افكاري ,,,
    بالنسبة للشراكة في المشاريع هل تنصح بها وهل يوجد علاقة بين عدد الشركاء وحجم المشروع وهل يؤثر عدد الشركاء على نجاح المشروع من عدمه؟

    تحياتي …

  2. أبو أنس،

    وجهة نظري بخصوص الشراكة كالتالي:
    لا تدخل في شراكة إلا إن كنت في حاجة لها. إن كنت صاحب الفكرة وقادر على تصميمها ولديك رأس المال المطلوب، فلماذا تدخل مع شريك يعرض عليك رأس مال؟ يجب أن يقدم الشريك المقترح شيء أنت بحاجة له، أي رأس المال عندما يكون غير متوفر، أو الخبرة المهنية أو التقنية عندما تفتقدها.

    بصراحة، الشراكة مهمة جداً لتنفيذ العديد من المشاريع، إذ قلما تجد شخص لديه جميع متطلبات تنفيذ المشاريع الكبيرة، والشراكة هي الحل الأنسب لإيجاد جميع المتطلبات. طبعاً، العيب فيها هو اختلاف الأراء والذي قد يكون إيجابياً او سلبياً، ولهذا يتطلب الموضوع مرانة واختيار موفق للشركاء.

    كلما قل عدد الشركاء كان تنفيذ المشروع أسهل، 2 أو 3 شركاء رقم كافي جداً. ولا تدخل في الشراكة لمجرد الدخول فيها، حاول أن تختار شركاء يزيدوا من قدر الشركة بتقديمهم مهارات أو موارد إضافية

  3. أشكرك على الرد المفصل.

    لدي سؤال آخر ,,, ألا يجب علينا أن ننظر الى عامل الزمن أيضا بالاضافة الى عامل التكلفة والمكسب فعلى سبيل المثال المشروع الذي يرد الارباح بعد سنة من بدايته والمشروع الذي يرد الارباح بعد شهرين من بدايته؟؟

  4. أخي أبو أنس..

    نعم.. يجب علينا النظر إلى عامل الزمن، وهو عامل مهم جداً كان يجب علي الإشارة إليه. شكراً على هذه الملاحظة المهمة.

    أخي إبراهيم،
    شكراً على مرورك.. تحياتي

  5. بسم الله الرحمن الرحيم

    شكراً لصاحب المقاله نعم استفدنا منها الا اننا في ليبيا حذيرون جدا والكل ينوع في عملة لخوفة من النظام الليبي العفن بالبيروقراطية المفرطه والقررات العشوائية لقد تعثرت كثيراً في ليبيا والسبب ليس لاني لم احسبها صح وانما الحظ الذي نحنوا نعتمد علية بشكل كبير

    فمثلاً انا دخلت على تجارة السيارات واصبحت استورد في السيارات من الولايات المتحدة الامريكة وكنت مقدم على الدخول في استيارد الالات الثقيلة ولكن الحمد لله تريثت قليلا حتى اتم معظم صفقاتي في السيارات وايضا لاني كنت ادرس في نفس الوقت ثم والحمد لله تفاجئت بقانون جديد ينص برفع الجمارك الليبيه من 4% الى 10% الي بمقدار اربحنا واكثر من السيارات لانه ايضا سوف ترتفع بقية الضرائب الجريكية وليس الجمرك فقط
    الامر الذي ادى الى تحول جمرك السيارة التي كان يدفع عليها 400 الى 1250 اي ان الضربة كانت قاسية وقاسمة لظهر كل التجار فحمدة الله على اني مزلت صغير في تجارتي في ليبيا

    وانا لا انصح اي مستثمر كبير بالدخول في اي مشروع في ليبيا لانة سوف يلحق بنفسه ضرر كبير

    وجربت كثيراً العمل نعم نربح ولكن القونين غير مستقرة ونعتمد على الاشاعات في عملنا لذا الاستثمار هنا صعب جدا اسئل الله ان يغير الحال

    وانصح جميع المستثمرين في ليبيا التنويع في عملهم فنحن لاننسى نكسة قانون 1970 الذي دمر جميع مستثمرين العقارات او قانون 7 سنة 1987 الذي دمر جميع المستثمرين وذلك بعد دعم العملة ورفع قيمته دوليا لتكون بمقابل 3 دولار للدينار الليبي الواحد

    التنويع في العمل في ليبيا هو الحل الوحيد للعيش نعم هو ليس مربح على المدى القصير لكن مجدي ومربح في المدى الطويل

    ايضا انصح كل مستثمر لدية لغة انجلزية وراس مال جيد بان يعمل خارج الجماهيرية لانها مقبرة للرئسمالية والمستثمرين بوجة خاص

اترك رداً على أحمد أمطير إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *