العمل الفردي – طريق وعرة

الكثير يبحث عن الشهرة، والنجاح، والإبداع، ولكن غالبيتنا لا تتوفر فيه كافة المؤهلات للنجاح في المجال المرغوب. يحاول الشخص أن يصل إلى هدفة عدة مرات ولكن غياب بعض المتطلبات تصل به إلى اليأس، واليأس هو مقبرة كل مشروع. جميل أن تقوم بحل مشكلة عويصة بصورة فردية دون الاحتياج لمساعدة من أحد، ولكن الأجمل هو أن تستعين بغيرك عند الحاجة لإنتشاب الفكرة من مخالب الفشل.

اليوم أحب أن أركز على أهمية العمل الجماعي على الرغم من أني من عاشقي العمل الفردي. سبب قناعتي بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح يعود إلى التجارب العديدة التي مررت بها في مجال التجارة والمشاريع التقنية. أعترف بأن قدراتي البرمجية والتقنية بعيدة جداً عن الاحتراف والإتقان، ولكني أجد الأفكار تتوالى علي وأشعر بأن الفرص سانحة هنا وهناك. بعد عدة محاولات فاشلة لتصميم برامج أو مواقع مبتكرة، أدركني اليأس وبدأت أشعر بأن كل ما لدي هو مجرد أفكار لا غير.

مؤخراً، بدأت التفكير في العمل الجماعي، لأني أدركت بأن معظم المشاريع التي عملت عليها كانت تنقصني فيها الخبرة في مجال ما. فلو أني قمت بالاستعانة بأحد الزملاء أو أحد الخبراء في ذلك المجال، لكان احتمال النجاح أكبر. صحيح أن لمعان النجاح قد لا يكون ساطعاً، لكننا سنصل في الأخير إلى الثمار. العمل الجماعي يسمح لأكثر من عقل وأكثر من خبير في التمعن في المشروع وإثراءه، والنتيجة عادة ما تكون أفضل. صحيح أن من تحديات العمل الجماعي التوافق بين أعضاء الفريق وحل الاختلافات والمشاكل بصورة سلسة، ولكن عند مقارنة هذا التحدي مع تضاريس طريق العمل الفردي الوعرة، نجد أن العمل كفريق هو الحل الأمثل.

هذه دعوة إلى كل شخص يحمل فكرة ويشعر بأن اليأس وعدم القدرة على تنفيذها قد أوقفاه مقيد اليدين. قد تحتاج لممول ليزودك برأس المال الذي سيسمح لك بشراء متطلبات المشروع، أو مهندس ليقوم بدراسة تخطيط المشروع على أسس علمية، أو مترجم ليقوم بترجمة موقعك واختراعاتك للغة الإنجليزية لكي يصل صوتك إلى أرجاء المعمورة؛ المهم هو أن إدراكك لنقاط ضعفك هو امتياز سيمنحك النجاح في مجال العمل الجماعي.

4 تعليقات على “العمل الفردي – طريق وعرة”

  1. نعم معك حق أخي عماد،
    العمل جماعي له ذوق خاص يختلف عن العمل الفردي، لن يستطيع الشخص استيعابه إلا بعد تجربته. فما أحلى أن تكون مع أشخاص مشترك معهم في العمل لكي تنجزوا هدفاً واحداً لا غير.
    هنا في الجامعة على سبيل المثال، يركزو الدكاترة على العمل الجماعي في المشاريع بحيث يكونوا المجموعات بشكل عشوائي، وهذا لكي تنجح في أن تكون فرداً منتجاً مهما كانت الظروف.

    أذكر أيضاً كاتباً في موقع الألعاب العربي (قد يكون بعيداً قليلا عن الموضوع ولكن له علاقة) كان ينقد الألعاب الفردية البحتة المهيمنة على السوق والتي تصور أن الانتصار يأتي من فرد واحد فقط! ولعلها أكثرها هي الألعاب الأمريكية، وعلى العكس كان يشجع الألعاب المبنية على روح المشاركة والعمل الجماعي ولكنها للأسف هي نادرة الوجود.

    وليكن في الحسبان أن العمل الجماعي يلزمه حسن ادارة وصبر بين الأشخاص المشتركين في هذا العمل. هذا لأن الاختلاف سوف يكون حتماً، واختلاف الأراء يمكن ان يولد أشياء كانت غائبة عن ذهن في بداية الأمر. لذا يجب أن يكون أعضاء الفريق يداً واحدة وليبذلوا جهدهم بأن لا يضخموا تلك الاختلافات ولا تكون حاجزاً في تكملة مشوارهم…

  2. أخ مهند،

    أشكرك على تأكيدك على أهمية العمل الجماعي. أنا بصراحة أرى فوائد عديدة له، ولو أني كما ذكرت سابقاً أعشق العمل الفردي خصوصاً في المجالات التي أتفوق فيها، لأني أجد أن الوصول إلى النتائج أسرع. لكن في الحقيقة، الجودة والدقة تأتي من العمل الجماعي، وفي المجالات التي أواجه فيها تحديات أرى أن العمل الجماعي أكثر فاعلية.

    تحياتي

  3. لا فضّ الله فاك … و كما يقال ” الجماعة رحمة”.
    العمل الجماعة ثماره أجزل، و حيز خسارته أبسط من الخسارة الفردية في معظم الأحيان.
    ولكن هناك جزء كبير ممن يظن بل و يؤمن أن العمل الجماعي ليس إلا إتكال على قدرات الغير، أو النهوض على أكتاف غيرك، أو فلان صنع مني نجما أو صنع لي منجزاً، وهنا تظهر الأناة، والذات الآدمية الفخورة.
    ولكن عامة، كما ذكرت يا أخ عماد، العمل الجماعة فعلاً اقصر الطرق إلى الإنجاز.
    تحياتي و محبتي

    عدنان السقاف

اترك رداً على Adnan_Alsaggaf إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *