فجوة بين الأفكار والتمويل

دائماً أبحث عن حل لتقليص الفجوة الكائنة بين أصحاب الأفكار العبقرية في أمتنا وبين أصحاب رؤوس الأموال العملاقة. لا يمكن أن يختلف معي أحد في أن لدينا الكادرين، ولكن ما يمكننا الإتفاق عليه هو أن وسيلة وصلهم غير متوفرة حالياً.

كتبت مؤخراً عن الاستثمار الرأس مالي وعن حاجتنا لشركات متخصصة في هذا النوع من الاستثمار. شركة مدعومه من هوامير المنطقة، يديرها فريق عملي ذو خبرة وكفاءة علمية. عمل الفريق الإداري يتمحور حول مراجعة الخطط التجارية التي يتم تقديمها من أصحاب الأفكار، لكي يجدوا الفكرة الناجحة والتي تستحق الدعم والتمويل. أمثال هذه الشركات هي أحد أكبر العوامل وراء أنجح الشركات الأجنبية المبتكرة، مثل: “جوجل، يو تيوب، أوراكل، ستار بكس، … إلخ”.

من الصعب والنادر جداً أن يكون صاحب الفكرة الناجحة هو مالك رأس المال، ولكن من السهل جداً أن يقوم صاحب الفكرة بإقناع صاحب رأس المال بالدخول في عملية شراكة أو تمويل، ونتيجة مثل هذه الشراكة ليس لها حدود. لا نحتاج لمعارض لأصحاب الأفكار يتم فيها التصفيق ومنح الجوائز، ولا نحتاج لتبرعات الأغنياء بمشاريع خيرية، ما نحتاج له هو جدية أصحاب رؤوس الأموال بتشجيع وتمويل الأفكار المحلية.

قد أكون مخطأ عندما أطلب التشجيع من أصحاب رؤوس الأموال، عفواً.. عرضي لكم هو عرض تجاري بحت وليس طلب خيري. ما الفرق بين إيداع مبلغ مالي كبير في حساب بنكي ربحي – بعيداً عن حلاله أو حرامه – يعود عليك بمتوسط أرباح لا تتجاوز الـ 15%، وبين تمويل فكرة جديدة أرباحها تصل إلى أكثر من 3000% في معظم الأوقات. صحيح أن نسبة النجاح أو المغامرة ليست متساوية، لكن الأرباح الناتجة من مشروع واحد قد تغطي تكلفة أكثر من 10 مشاريع.

لا زلت غير مقتنع بالوضع الراهن. يجب إيجاد آلية لسد هذه الفجوة ولتكوين شفافية بين أصحاب الأفكار وأصحاب رؤوس الأموال.

7 تعليقات على “فجوة بين الأفكار والتمويل”

  1. من المفترض على من يريد ان يحصل على افضل الاستثمارات ان يحاول ان يفكر بعقول الجميع بحيث انه يقوم بوضع الية تشجع الاشخاص الذين يملكون الافكار التجارية على التعاون مع الشركات الكبرى بحيث تحصل على افكار رائدة وعوائد مالية تعود بالمنفعة للطرفين ..

    ولكن من الضروري في هذة الاستثمارات خلق الثقة بين المستمثر وصاحب الفكرة حتى يتقدم اصحاب الافكار الاستثمارية بدون خوف من ضياع حقوقهم ..

    بالتوفيق

  2. كلامك هو عين العقل أخي الكريم

    دائماً ما يخطر على بالي بأن هناك الكثير من أفكار وابتكارات شبابنا قد دُفنت بسبب صعوبة الوصل بينهم وبين أصحاب رؤوس الأموال

    مدونتك رائعة جداً, استمتعت كثير بمواضيعها

    اعتبرني متابع لك من هذه اللحظة 🙂

  3. أخي ثامر،

    الثقة نقطة مهمة وأهميتها ترجع إلى الطرفين، فالمستثمر لا يريد أن يفقد حقوقه وصاحب الفكرة لا يريد أن يفقد حقوقه أيضاً. يجب أن يكون التعامل بين الطرفين رسمي وموثق بعقود وأوراق رسمية. عادة يتم توقيع عقد “خصوصية وحماية الفكرة – Non Disclosure Agreement” قبل البدأ في مناقشة الفكرة. يضمن هذا العقد ألا يقوم الممول بنشر الفكرة أو بيعها أو استخدامها بدون إشراك صاحبها الأول. صحيح أن تطبيق بعض القوانين قد يكون صعب في بعض الأحيان، ولكن الثقة هي الأساس.

    أخي خالد،
    شكرا على كلامك اللطيف. جميل أن تخطر الفكرة على بالي وبالك في نفس الوقت، ولكن ما هو الحل؟ حقيقة، لقد بدأت الإعداد لمشروع متخصص في هذا المجال، وقريباً سوف أشرك قراء المدونة بتفاصيله.

    أهلاً وسهلاً بك.

  4. كلام سليم و يجلب على القلب شقي الفرحة و الحسرة. فرحة بما يطرح هنا من توجه لتفتيح مدارك، و حسرة لوضعنا الراهن.
    في الحقيقة، الفجوة تنتج عن قصر نظر أو سوء تقدير وتدبير أو قلة وعي في أوساط اصحاب رؤس المال في السعيدة. و ببساطة إذا كان هناك وعي بفائدة تمويل الابتكار و التطوير و الابداع لكانت الصورة غير هذه، و لكانت مشاهدة الفائدة أوسع من مشاهدة المخاطرة.
    ولا يسعنا إلا نشر الوعي و إثبات البحوث والدراسات و إرغام اصحاب رؤوس الأموال في تشييد مراكز الدراسات و البحوث و إمدادها بكل ما تحتاجه للنهوض بالمستوى الراكد (( اللي ضفحنا بكل مكان ههههه )).
    في الأخير نتمنى أن تكون هنا جهود تسعى لحل هذه المعضلة، ولو على أبسط الأشكال كيفما كانت. ولك جزيل الشكر يا أخ عماد..

    عدنان السقاف

  5. الأخ عدنان،

    أتفق معك أن أصحاب رؤوس المال هم جزء من المشكلة، ولكني لا أود أن ألقي بكافة اللوم عليهم. أرى أن أصحاب الأفكار وشبابنا لهم دور كبير في توسيع هذه الفجوة.

    صاحب الفكرة هو صاحب مبدأ وطموح، فيجب عليه أن يحمل مسؤولية إشهار وإنجاح فكرته مهما كان الثمن. جدية أصحاب الأفكار في تسويق أفكارهم هي التي ستجلب أصحاب رؤوس الأموال.

    على أي حال، يجب علينا إيجاد أدوات لمساعدة كلا الطرفين. أتمنى أن تكون هذه المدونة واحدة من هذه الأدوات.

  6. مشروعي تجاري في مدينه سعوديه جديده وناهضه مشروع تجاري يحتاج الى رئس مال وانجاح مضمون يحتاج مبلغ 30000000مليون لا اكثر ابحث عن الممول جوالي0552428678

اترك رداً على almsaodi إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *