الأفكار موجودة ولكن أين رأس المال … تفضل !

لازلت في سباق مع جريدة فورتن المتخصصة بآخر أخبار المال والأعمال والتقنية الحديثة. تصلني المجلة كل أسبوع وأحاول أن أقراءها قبل أن يصلني العدد الثاني، ولكن مؤخراً اشتد انشغال بالعمل والدراسة والأعمال الحرة فوصلني عدد هذا الأسبوع قبل أن أبدأ بقرأة عدد الأسبوع الماضي. المهم، الليلة قررت أن أقرأ جزء كبير من ذلك العدد، ووجدت فيه مواضيع مهمة وممتازة أهمها موضوع قام بتغطية موقع كل شاب عربي بحاجة ماسه له:http://www.kiva.org

الموقع هذا عجيب ومميز بصراحة. هو موقع خيري يعمل على جمع التبرعات لأصحاب المشاريع الصغيرة في دول العالم الثالث (طبعاً الوطن العربي مؤهل لهذا الموقع). لم أجرب هذا الموقع بعد، ولكني قمت بالتأكد من مصداقيته. يسمح الموقع لأصحاب الأفكار والمشاريع الصغيرة، بوضع صورتهم وشرح المشروع وتكلفته ويقوم المتبرعين من أمريكا وبقية دول العالم بتقديم رأس المال كدين (بدون أي أرباح أو رباء). الكثير من المتبرعين أعجب بهذا الموقع لأنه يضمن وصول المبلغ كامل لصاحب الفكرة، علماً بأن تكاليف الشركة البسيطة يتم تسديدها عن طريق تبرعات أخرى ولا يتم خصم أي مبلغ من المبلغ المتبرع به أو بالأصح المبلغ المستمثر (لأنه دين وليس تبرع). لا يستطيع أن يقوم مستمثر واحد بدعم المشروع بالكامل، وإنما كل مستمثر يمكنه أن يقدم فقط $25 دولار. بصراحة لم أتفحص بقية خصائص الموقع، ولكن هذا المقال للإعلام، والباقي على الشباب المهتمين.

على أي حال، يجب أن أوضح أن معظم المشاريع المعروضة في الموقع ذات رؤوس أموال صغيرة، عادة لا تتجاوز الـ 2000 دولار، والهدف منها هو تمويل الأفراد للقيام بمشاريع بسيطة تعينهم على تكاليف الحياة. مؤخراً، اشتهرت هذه النوعية من القروض الصغيرة والأصغر (Micro Loans) خصوصاً بعد نيل العالم البنغالي المسلم محمد يونس لجائزة النوبل لمشروعه الناجح في بنغلادش.

قد يتسأل القارئ كيف يتم التأكد من أمانة وإخلاص أصحاب المشاريع؟ موقع كيفا يقوم بتعيين منظمة كوسيط بين المستثمرين وأصحاب المشاريع، تقوم هذه المنظمة أو الجمعية المحلية بفحص طلبات المشاريع والتأكد من صحتها ومدى قدرة صاحب الفكرة على إنجاحها، ومن ثم يتم عرض المشاريع على الموقع ويتم استلام وتحويل المبالغ المالية عن طريق المنظمة الوسيطة. دول مثل العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان قد نجحت في تكوين هذه العلاقة بين المنظمة الوسيطة والموقع، والكثير من أصحاب الأفكار في هذه البلدان الإسلامية قد بدأوا بجمع رؤوس أموالهم عبر موقع كيفا.

بالتوفيق…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *