الهدف الحقيقي

درست في الجامعة أهمية وجود رسالة، وروية، ومهمة لأي شركة، ولكني في الحقيقة لم اقتنع يوماً ما بشكل كامل بهذه المفاهيم، وكلما عملت في شركة وجدت أن العمل بعيد كل البعد عن الشعارات والعبارات الرنانة المعلقة على الجدران. أذكر أني عملت في شركة كانت تفرض علينا تعليق مهمة ورؤية الشركة على صدورنا مع البطاقة التعريفية كي نحفظها حفظاً جيداً، كما كان يتم مراجعة هذه العبارات بشكل اسبوعي ممل، وها أنا اليوم أكاد لا أذكر أياً منها، ولم اقتنع بأي منها قط.

عندما أسست عقار ماب وجدت نفسي في نفس المأزق الذي لا طالما انتقدته، حاولت أن أضع رؤية ومهمة للشركة تكون حقيقية وملامسة لواقع الشركة وطموحاتها، لكن معظم محاولاتي باءت بالفشل. كل العبارات التي توصلت لها مع فريق العمل لم تكن مناسبة، إما أنها تقليدية (نسعى لأن نكون .. بلا بلا بلا وخدمة العملاء بلا بلا والمجتمع بلا بلا..) أو غير واقعية بحيث لا يمكن لأي منا ربطها بما نقوم به على أرض الواقع. هذا بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر دائماً بين أهمية الرؤية والمهمة.. والبعض يهتم بالرسالة.. أعلم بأن هناك تعاريف درسناها جميعاً للتفريق بين هذه المفاهيم، لكني لا أزال غير مقتنع بها. في النهاية المطاف اعتمدنا نصوص معينة وجدناها الأنسب وتخطينا هذه المرحلة… لكني لم اقتنع بعد.

قبل بضعة أشهر، بعد وفاة مؤسس أبل Steve Jobs كنت أشاهد أحد المقاطع له، وفجأة سمعت جملة سمعتها مراراً وتكراراً من قبل ولكني لأول مرة فكرت فيها بشكل عميق، ألا وهي مهمة شركة أبل: Change the world أي تغيير العالم. ما أثار استغرابي هو كيف ربط ستيف جوبز بين هدفه في تغيير العالم وبين تطوير وبيع أجهزة كمبيوتر. أعتقد أني قضيت ساعة أو أكثر أفكر في هذه الجملة، خصوصاً ولأني مؤمن بأن ستيف استطاع بالفعل تغيير العالم ولو بشكل بسيط، لكن كيف استطاع أن يختار مثل هذا الهدف؟ لم يحدد هدفه بناءاً على المجال الذي يعمل فيه، بل ذهب إلى أبعد من ذلك.

بدأت أسأل نفسي بشفافية مطلقة، ما هو هدفي الحقيقي، لماذا تفرغت بشكل كامل لبناء شركة عقار ماب. للأسف كنت كلما أبدأ في البحث أصل إلى المال والثراء كهدف، ومن ثم أرفض الفكرة، وأحاول البحث من جديد لأني بالفعل غير مقتنع بأن هذا هو السبب الحقيقي الذي دفعني لبدء هذه الشركة. صحيح بأن أحد أهدافي هو تحقيق أرباح عالية في حالة نجاح الشركة، لكن ما يفيقني كل يوم بحماس وطاقة ونشاط هو ليس المال، شيء آخر. بدأت أراجع كل الأسباب، ليس العقار، فأنا لا أهوى هذا المجال ولست متعلقاً به. إذاً الأنترنت؟ ربما، فهو مجال أعشقه، لكن ما هو الهدف؟ بعد تفكير عميق، توصلت إلى السبب الحقيقي الذي دفعني للمخاطرة بمستقبلي واستقالتي من وظيفة مرموقة والسفر من أمريكا إلى مصر. كلي قناعة بأن هدفي هو:

إلهام الشباب العربي لبناء شركات عربية تحقق أرباح عالية، وتساعد في حل مشكلة البطالة، وتنافس في السوق العالمي.

هذا هو هدفي! قد يبدو غريباً لأنه بعيد عن العقارات، لكنه الهدف الحقيقي. أذكر أني بدأت الكتابة عن ريادة الأعمال كحل لمشكلة البطالة قبل أكثر من 5 سنوات، وكنت قد شرعت في تأليف كتاب عن نفس الموضوع، ولكني في الأخير تيقنت أن أسهل طريقة لإقناع الشباب بهذه الفكرة هو ان أخوض التجربة بنفسي.

15 تعليقا على “الهدف الحقيقي”

  1. I still remember why it was a big deal at AqarMap to think of a Mission Statement. Something was missing when all of us “young blood” would speak out what we memorized as a business quote that “Vision is what you want, mission is how you get it” while you still stood back, not convinced and still asking about the topic from time to time.

    I also recall Robert Kiyosaki always saying that your entire startup relies on your mission, that if you lose track of the mission you will lose track of the people hence losing focus on how you can serve them best which eventually makes a company successful. It only made sense to me to apply this in a small company/office whereby thinking of the mission Might be a factor that provokes innovation but a Corporation, why would a call center agent worry about Changing the Telecommunication industry right ?

    May your mission/vision or whatever you call it come true.

  2. لعل مقالات كهذه ناجمة عن تجربتك الشخصية توصل رسالتك بشكل اسهل من قراءة كتاب وخاصة ان نسبة القراءة ضعيفة في بيئتنا العربية

    اما عن الاستراتيجية فهي تنقسم إلى رؤية عامة تحدد مستقبل الشركة وتتفرع منها مهمة وهي ترجمة الطريق الذي سيصل الى الرؤية ومن بعدها تتفرع هذه المهمة الى اهداف مرحلية

    الحقيقة ان كثير من الشركات في بدايات عمرها لاتحدد رؤيتها او استراتيجيتها بشكل مكتوب وواضح انما غالبا ماتكون في ذهن صاحب المشروع وبعدها تبدأ بالتبلور شيئا فشيئا.

    من المهم عند صياغة الرؤية ان تكون واقعية طموحة لكن ليست حالمة بعيدة كليا. مثلا عندما تقول انك تريد ان تغير العالم يجب ان ينبع هذا القول من ايمان راسخ بداخلك بالامكانيات لديك والوسائل التي ستقدمها لتغيير العالم وهو مافعله ستيف جوبز

  3. ونعم الهدف هو.. و إن شاء الله يتحقق لك
    وتستطيع تطوير واقع الشباب العربي
    الذي فعلاً بحاجة إلى هكذا هدف لتدور عجلة الصناعة في وطننا

  4. اكاد انتحر بسبب البطاله ولكني اقراء قصص نجاح الاخرين بلا كلل ولا ملل فاجد الصبر نبراس للاخرين نبراس للابداع وكيف لي ان انجح وابني مستقبلي ولا اجد تفاعل من الاخرين عموما شعارات الشركات هي سبب سؤ سلوكهم

  5. في مره كنت اود بداية شركة ولكني اجلت الموضوع بسبب هدفي من بناء الشركة جلست مع شخص وقال لي لماذا تود البداية قولت له لازم اعمل شئ ويبقى معايا فلوس بدلا من الوظيفة التقليدية والحياة التقليدية مثلك انت قالي لا ليس هذا هدفي لان هدفي من بناء شركتي ان اصل الى هدف اخر احلم به ومشروع اود تنفيذه هنا تغيرت لدي الكثير من المفاهيم واجلت بداية الشركة وقد الغيها لان الهدف مهم حتى لو بدأت وحققت الربح بدون وجود هدف لك فلن تصل ابدا الى تحقيق الارباح الكبيرة وستمل من استمرارك بالشركة بدون هدف حتى لو كانت تدر عليك الارباح الكبيرة
    حتى تصل الى القمة يجب ان تحدد لك هدف وكلما كان سقفه اعلى تأكد انك في اسوء الاحوال ستصل الى السقف اللي قبله
    وكما ذكرت ستيف جوبز كان يريد تغيير العالم فأثر ذلك الهدف على جميع منتجاته وسهل التواصل بين الناس وبيل جيتس اراد ان يصل جهاز الكمبيوتر داخل كل بيت عن طريق بيعه بأقل سعر وقد تحقق هدفه فالويندوز هو اقل واشهر نظام تشغيل في العالم
    عندما اجد الهدف سأركب عليه الفكرة والشركة

    من ناحية اخرى انت انسان مؤثر وملهم جزاك الله خيرا استمر من فضلك

  6. تتحدث عن هذا الموضوع وكأنك تقرأ أفكاري. لم أؤمن يوما بالتصور القائل بالرؤية والرسالة وصياغتها.
    أن يكتب أشخاص رؤية خطأ. هي شيء يحسه بقوة شخص وحيد ثم يقوم بنقله للاخرين.
    كتابتها وطباعتها كعبارات في كل مكان لا تحقق رؤية ولا رسالة. بل تفقدها تجذرها.
    كذلك تكرارها بأسلوب واحد خطأ. لا يفترض أن تكون سطرًا يحفظ.

    يجب أن تكون شيئا تؤمن به فعلا وتتحدث عنه بمشاعر صادقه ثم تنقله تدريجيا للناس من حولك بالحديث عنه باستمرار بأساليب مختلفة وبصيغ مختلفة وتقضي الكثير من الجلسات في نقاشه ومشاركتهم اياه واعطائهم الخيار في الايمان به. ولا تقف ابدا عن التحدث عنه عفويا دون تخطيط او تحديد او مواعيد. هنا فقط تكون فريقا متوهجا.

    قبلت مؤخرا قيادة مصنع بسيط خاسر. وأرفض تماما كتابه اي عبارة من نوع الرؤى والرسائل أو القيم. ومع هذا فإني أرى واضحا تدرج الناس في الايمان برؤيتنا العامة ولو سالت اي شخص لأعطاك تعبيرا مختلفا عنها ولكن كلها تصب في أساسها. وكذلك بان لي بوضوح الاشخاص الذين لا يؤمنون بها ويفضلون انتظار النجاح والتطفل على انجازات الاخرين. وهو اسلوب اوضح كثيرا من قيامنا بتقييم تقليدي لا يقدم ولا يؤخر. فحين يتحدث احد عن رؤيته تتهدج حواسه كلها وهذا لا يمكن تزييفه تملقا.

    كذلك بنفس الاسلوب بدأت تتكون لدينا ثقافة عامة. ثقافة المصنع وقيمه هي الشيء الوحيد -كما اؤمن- الذي يهم جدا أن تطبقه بالافعال ولا تتحدث عنه مباشرة. لا تعض فريقك عن الايثار -مثلا- ابدا ولكن انت اولا قم بتغطية بعض الاعمال الخاصة بالاخرين حين يكونون تحت الضغط وقم به بود ولا تتحدث به. سينتشر هذا عنك ومع الوقت سيكون متأصلا في ثقافة المنظمة. كذلك تحدث عنه فقط بمدح احد اعضاء فريقك لقيمة طبقها دون ان يكون ذلك على سبيل تقييمه او تسويقه على انه قدوة. فقط مرره عابرا بان فعله جذبك. وهكذا ومع الوقت يتكون لدى الفريق قيم معروفة للجميع وتنتقل تلقائيا لاي موظف جديد دون تلقين وربما حتى دون الحاجة للحديث عنها بتاتا. وتصبح متأصله وصادقه وحقيقية بين اعضاءه. وتلفض تلقائيا اي شخص لا يتقبلها وتخرجه واضحا من المنظومة… هذا رأيي على الأقل

  7. جميل جدا .. لاأدري بعد وصولك للهدف هل أخترت الشعار أم لا ؟
    اقترح عليك هذا الشعار :
    ( معاً .. نصل إلى الهدف )
    وفقكم الله وسدد خطاكم لكل خير

  8. وأعتقد أن “إلهام للشباب والإلهام، والعمالة، الخ” سيكون مهمتكم الشخصية، وليس لديك الشركة.

    في الولايات المتحدة الأمريكية، يتم معاملة كل الأعمال مثل LLC أو C كورب كفرد. يبدو الأمر كما لو أنه هو الشخص الفعلي، ممثلة الشعب مثل كيف يتم إصدار التوكيل. وهكذا، كنت بمثابة الرئيس التنفيذي لديهم مهمة شخصية، ولكن لا يزال الشركة كيان منفصل ويتطلب أغراضه الخاصة / البعثة.

    إذا كنت تبيع الشركة أو إذا كنت سوف يموت، مهمتكم الشخصية لا تزال مهمة الشركة؟ وأعتقد أنه من الضروري أن تخبر الشركة والعملاء والموظفين لماذا الشركة موجودة وتحديد الى اين تتجه.

    على سبيل المثال؛ بياني لبعثة CrowninTown.com هو “ولي العهد في مدينة تساعد الشركات على تسويق أنفسهم مجتمعهم”. حيث ومهمتي الشخصية هي “تنظيم الناس والموارد من أجل ملكوت الله”.

    I would think that “the inspiration of the youth, inspiration, and employment, etc” would be your personal mission, not your company’s.

    In the USA, each business such as a LLC or C Corp is treated as an individual. It is as if it is an actual person, represented by people like how a power of attorney is issued. Thus, you as a CEO have a personal mission, but your company is still a separate entity and it requires its own purpose/mission.

    If you sell the company or if you die, will your personal mission still be the mission of the company? I think it is necessary to tell your company, customers and employees why the company exists and define where it is headed.

    For example; my mission statement for CrowninTown.com is “Crown in Town helps businesses market themselves to their community.” where as my personal mission is “to organize a people and resources for the Kingdom of God”.

  9. دافعك هي القوة نفسها وسبحان الله انك تساعد هو الشي الذي اوصل بك الي هدفك الحقيقي ربنا يزيدك خيرا مشكور وانت حقيقي فخر نعتز بك نحن كشباب وانت الشمعه التي تضي لتحترق بنا

اترك رداً على wael إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *