متى ستنتهي الحرب؟

كنت أشرح لها الفرق بين الدول والمدن، فقررت أن أخذها في جولة حول العالم باستخدام خرائط الساتلايت في جوجل ماب، بدأت في مدينة نصر في القاهرة حيث نسكن حالياً وتجولت معها في معالم القاهرة التي تعرفها جيداً، ومن ثم أخذتها إلى ديزني لاند في أمريكا وبعد ذلك إلى برج إيفل في فرنسا وبعد ذلك إلى الحرم المكي في مكة المكرمة ولكن كلما أخذتها إلى مكان استعجلتني: هيا لنذهب إلى اليمن.

وصلنا اليمن، وشرحت لها أسماء بعض المدن في اليمن: صنعاء وعدن وتعز والحديدة والمكلاء ومأرب وصعدة وإب وذمار، وبينت لها أن عائلتها تأتي من تعز والحديدة والمكلا وأكدت لها أن كل هذه المدن هي جزأ من اليمن، في محاولة مني لغرز مبدأ اليمن الموحد في وجدانها خوفاً من أنها عندما تكبر قد تتغير هذه الحقيقة.

قررت أن أبدأ الجولة من صنعاء، المدينة اليمنية الوحيدة التي زارتها قبل بضع سنين ولا زالت تتذكر منزل جدها، وبدأت بشرح حجم المدينة وعدد المنازل الكثيرة التي فيها، ومن ثم توجهت إلى مطار صنعاء لأبين لها حجم الطائرات لكي تستطيع تخيل حجم المدينة والمنازل وأيضاً لأنها لا تزال تتذكر وصولنا إلى مطار صنعاء في زيارتها الوحيدة لليمن. وبينما كنا نتجول في المطار لمحت عينها شيئ وسألتني: هل هذه طائرة محطمة، أخبرتها أنها قد تكون محطمة بسبب الحرب، وللأسف مع كل حركة في الخريطة شاهدنا حطام أكثر ودمار أكثر، وتوقفت أسئلتها التي كانت تمطرني بها في كل حركة كنت أقوم بها من قبل، وبقت في صمت لدقائق.

غيرت المكان سريعاً، أخذتها إلى إب الخضراء وشرحت لها مدى عشقنا جميعاً لجبالها الخضراء وجوها المميز، لكنها لم تتجاوب معي. نقلتها إلى بيت جدها، وذكرتها بشجر الجوافة والتفاح والرمان التي طالما تتحدث عنها، وذكرتها بالعصافير والطيور وبمرجيحة جدو، ولكن الصمت لم يتغير.

سألتها: مالك؟ ردت بصوت خافت: متى ستنتهي الحرب؟ وتدفقت الدموع من عيناها.

تعليقان (2) على “متى ستنتهي الحرب؟”

  1. لا حول ولا قوة الا بالله، بإذن الله تنتهي الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل.

اترك رداً على محمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *