ما زِلتُ أتعلم

كلما تزداد ثقتي بنفسي وبقدراتي وبعلمي أواجه موقف أو شخص يعيدني إلى مرحلة التواضع ويذكرني بأني ما زلت طالب وما زلت أتعلم. ولعل أكبر مُدرس قابلته حتى اليوم هو الإنترنت، فهو مكتبة أشبه بالبحر، قوائم كتبه لا تنتهي ومجالاته متسعة. لهذا، تجدني أحاول إقناع نفسي بأنه بإمكاني التركيز على جزء معين من هذه المكتبة لكي أستطيع الإلمام به، ولكني أعجز عن اقتحام حتى جزء من أجزاء هذا البحر.   

 لطلب العلم لذة خصوصاً عندما يكون نابع من حب إرادي للمادة، ولكن هذه اللذة تتحول أحياناً إلى يأس. فكلما أحس بأني وصلت إلى مرحلة فهم لتقنية معينة أو مجال معين، أجد موارد جديدة ومواقع وأخبار وأحداث جديدة تجعلني أقف عاجزاً أمام هذا الكم من المعلومات الذي يتجدد بشكل يومي وبأضعاف متضاعفة . حقيقة، لقد أبتلت ملابسي بمياه هذا البحر، وكل يوم أقرر أن أتعمق فيه بشكل أكبر. لا أظن بأني سأتجه إلى شاطئ الجفاف العلمي أبداً، ولكني حائر بين التوغل في الأعماق والبقاء في مكاني.

لا شك في أن أجدادنا عانوا كثيراً في مشوارهم العلمي، وأعتقد بأنهم لو علموا سبب حيرتي اليوم لأنكروا فعلي وجهلي، فبينما نحن نشتكي من وفرة مياه بحر اليوم، كانوا هم يشتكون من جفاف صحراءهم.

 فلنقدر نعمة الإنترنت ولنستفيد منها.. فالإنترنت ليس مجرد أداة دردشة ومنتديات وأغاني.. لنبدء في التوغل في الجانب المشرق منه…  

5 تعليقات على “ما زِلتُ أتعلم”

  1. في نطري علوم الكمبيوتر وتقنية المعلومات من أكبر التخصصات وذلك بسبب التطور الهائل والشبه يومي.

    وكلامك عن الإنترنت 100% صح. فاستخدام الإنترنت يمكن أن يكون سيئاً أو جيداً ويجب أن نستغله في الجانب الجيد لتطوير أنفسنا وزيادة معلوماتنا.

    تحياتي،
    نبيل

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على من لا نبي بعدة الى يوم الدين
    أما بعد،،،،
    تحية طيبة يا أخ عماد……
    جزاك الله خير على ما أفدتنا في موقعك العلمي هذا وأحب أن أضيف أن العلم والحمد لله موجود ويجمع من حين الى آخر لكن للأسف الجيل تغير والإهتمام الآن ليس بالعلم ومواردة ولكن بدء الشباب والنشء على وجه الخصوص بالتأثر بالحضارات الغربية السيئة وليس الجيدة منها وأصبح النشء يشكلون خطر على المجتمع من الإتجاهات السيئة التي يسيرون بها خارجة عن التعلم والفائدة وكما قال الشافعي رحمة الله” شكوت الى وكيع سوء حفظي فأرشدني الى ترك المعاصي وأخبرني بأن العلم نوراً ونور الله لا يهدى لعاصي” فالشيء المهم في العلم الإحتساب ونفع الدين الحنيف بوجه الخصوص والإنتفاع من العلم في الإدخار بوجه العموم لكن العلم لذة لأصحاب النفوس العالية ونقمة لمن لا يأبة بالعلم والتفقة وغيرها من موارد العلم.
    جزاك الله عنا خيراً

  3. أؤيدك بقوة أخي عماد على أن الإنترنت يمكن الإستفادة منها وبعدة أشكال، وفي نفس الوقت أصبحت هذه الشبكة مرنة يمكن أن لكثير من الناس الحصول عليها مع رخص أسعارها في بعص الدول والإستفادة منها في عمل مهام يومية تختصر الوقت والقيمة أكثر من عملها على أرض الواقع، إضافةً إلى مصادر تعليمية كثيرة جداً جداً في مختلف المجالات متوفرة.

    لذا يجب تقدير هذه النعمة وإستغلالها.

  4. كلامك بدون شك صحيح لكن أنا إلى الآن لم أدخل البحر بل وضعت قدمي في أول الشاطيء فقط وأنوي التوغل في هذا البحر الواسع بعد إنهائي المرحلة الأساسية من التعليم .. لأنه لا يمكنني تعلم هذا البحر بجوار هذا التعليم الأساسي الذي يأخذ معظم وقتي اليومي ..

اترك رداً على الرحال إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *