قليلاً عن تاريخ اليمن

كثرت أسئلة أصدقائي غير اليمنيين عن توكل كرمان، بنت اليمن وبنت تعز، فالكثير لا يعرف عنها شيء، والبعض لا يعرف عن اليمن شيء، والكثير لم يستطيع اخفاء استغرابه من أن تكون أول مرأة عربية تحصل على جائزة نوبل يمنية. هذا الاستعجاب ليس غريباً علي، فقد لاحظت هذه الظاهرة في الكثير من المناسبات في السابق، فالصورة العامة لليمن في أحسن الأحوال مرتبطة بالبساطة والأصالة، والبعض يراها بلد جهل وتخلف. والحقيقة أن أي يمني سيدافع عن بلده ويحاول إثبات عكس هذه الصفات، ولكني أريد أن أنتهز فرصة فوز الأخت توكل بجائزة نوبل لتوضيح حقبة قصيرة من تاريخ اليمن قد تساعد على فهم هذا البلد وشعبه.

شخصياً، أرى بأنه لا داعي أن ننكر وجود الجهل والأمية في المجتمع اليمني، فأنا لا أحب أن أنكر ظاهرة حقيقية، ولكن وإذا عرف السبب بطل العجب. أعتقد بأن أهم أسباب وجود هذه الظاهرة يعود إلى تاريخ اليمن خلال فترة المملكة المتوكلية اليمنية والتي استمر حكمها لليمن لفترة ٦٠ سنة تقريباً، وانتهت بقيام الثورة اليمنية المباركة عام ١٩٦٢. فمثلاً، خلال فترة حكم الإمام أحمد كان التعليم ممنوع على العامة، باستثناء تعلم القرآن الكريم. ويحكي لي والدي الذي عايش آخر أيام المملكة المتوكلية اليمنية قبل 50 سنة تقريباً أنه قام في يوم من الأيام بتهريب جهاز راديو إلى تعز وعندما قام بتشغيله في القرية ظن الجميع بأنه جني!

لقد نجح الإمام أحمد في عزل اليمن عن العالم بشكل كامل، هذا بالإضافة إلى منعه للتعليم باستثناء بعض العوائل المحيطة بالأسرة الحاكمة من القضاة والسادة، والنتيجة كانت مجتمع غارق في الجهل والظلام. إذا كان هذا واقع اليمن قبل ٥٠ سنة، فلماذا نستغرب وننكر وجود الجهل في مجتمعنا اليوم. لا يمكننا أن نلوم الأجيال التي عاشت هذه الحقبة. فجيل جدي وجيل والدي بصراحة معذروين، ولكن الحكم هو جيل مواليد السبعينات والثمانينات وما بعدها. لهذا دائماً ما يفاجئ الشباب اليمني الكثير، فالأجيال القادمة مقبلة على العلم بلهفة غير طبيعية، وهناك شعور بالحاجة لإثبات الذات، والأهالي بدأت تنتبه بشكل أكبر لأهمية التعليم. والنتائج بصراحة مبشرة، فخلال الأعوام الماضية قابلت شخصيات يمنية مشرفة، وكلي شوق لما يحمله المستقبل لليمن خصوصاً بعد اجتيازه لمخاض الثورة التي يمر بها البلد حالياً.

أحببت أن أشارككم هذه المعلومة المختصرة عن تاريخ اليمن المعاصر لكي لا تتفاجئوا عند سماع قصة نجاح أخرى من اليمن، وأيضاً، كي تتفهموا وتقدروا بساطة وأصالة كبار السن من اليمنيين.

4 تعليقات على “قليلاً عن تاريخ اليمن”

  1. السلام عليكم

    انا من اشد المعجبين والمتابعين لك أخي الكريم عماد ولكن في هذه التدوينة حسب رأيي لم تصب الحقيقة كاملة وما اقصده انك ارجعت السبب إلى المملكة المتوكلية التي كانت موجودة في اليمن قبل الثورة اليمنية سنة 1962 ونسيت ان الشعب اليمني مازال فيه التخلف الى الان وللثورة منذ قيامه 49 سنة اخي الكريم وكما تعرف انك تقدر تبني جيل متعلم واعي عارف متسلح بكل ما يحتاج اليه خلال 33 سنة فقط

    وكان اليمن قد بداء في الطريق الصحيح في عهد الرئيس الراحل الشهيد / ابراهيم الحمدي ولكن أعداء اليمن من يمنيين وغيرهم لم يسرهم هذا العمل وهذه الكرامة والعزة لهم ولشعبنا الكريم فقتلوه واغتالوه واتى لنا من بعد علي صالح ولاداعي للكلام عن حكمه وسنوات حكمه وفساده
    واقول لو نظرنا هذه الايام في توفر العلم والمادة والتواصل والتكنولوجيا والمعرفة فقد ظلمنا دولة المملكة المتوكلية مقارنة بعهد علي صالح اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يعزنا وينصرنا على عدونا وان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه
    العزة والخلود للشهداء ……. الحرية لوطننا الكريم اليمن
    ( المعذرة على الاطالة والاخطاء الاملائية ان وجدت …….)

  2. أخي المسعودي رغم أني أحترم آرائك كثيراً إلا أني أرى أنك تجاهلت السبب الرئيسي.. وللعلم انا من اليمن أيضاً لم أعش في اليمن إلا أقل من عام واحد .. أتعلم لماذا لأن والدي لم يستطع أن يحقق أي شيء في اليمن وأنا إلى الآن خارج اليمن ويبدوا أني سأعيش خارج اليمن طالما النظام اليمني قائم .. فأنا منفي من اليمن بطبيعة الحال وليس برغبة مني ..

    على العموم أنا أقول لك السبب الرئيسي ألا وهو النظام اليمني الفاسد الذي دمر اليمن تماماً فأصبح تفكير الشعب فقط هو توفير لقمة العيش فقط وهذا إن وجدت !!

    يعني مثلاً المرتبات متدنية جداً مقارنة بتكاليف المعيشة .. التعليم سيء للغاية يعني تصدق إن في ناس في الثانوية لا يعرفون القراءة والكتابة بشكل جيد !! أنا نفسي صدمت لهذا الواقع فالواقع ليس بسبب الدولة المتوكلية في اليمن إنما الرئيس الفاسد على صالح .. وباقي الحاشية التي لا تهتم أبداً إلا بملء كروشها وجيوبها ..

    اليابان نهضت خلال 30 سنة من دولة مدمرة تماماً إلى دولة متقدمة تنافس الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي والأمر نفسه بالنسبة لألمانيا ..

    الفكرة تكمن في الإدارة السليمة والعدل والحرية ..

    فأعتقد لو أتي رئيس يمني .. يعمل على تحقيق إدارة سليمة لموارد البلاد وتطوير التعليم والصحة والصناعات الحديثة .. لأصبحت اليمن دولة متقدمة ..

    لكن لا تعليم ولا صحة ولا صناعة ..

    أعتقد أنك تعلم أن طائرة الركاب اليمنية التي تأتي إلى مصر تسمى طائرة المرضى !! لأن أغلبهم يأتون للعلاج في مصر لعدم توفره في اليمن ..

    أعذرني على إطالتي .. لكن توجب علي ذكر الأسباب لأن اليمن تحتاج إلى أفضل من على عبدالله صالح وإدارة أفضل لكي تصبح اليمن متقدمة .. وليس إلقاء اللوم على الماضي المؤلم ..

    فكل دول العالم كان لها ماضي مؤلم بما فيها أوروبا في القرون الوسطى والآن أنظر كيف حالهم

    على العموم شكرا لك على اطروحاتك الرائعة .. وأنا متابع دائم لك .. -إن شاء الله-.

  3. أخي عماد
    حيك الله
    وأشكر لك محاولتك الطيبة
    لكن بالرغم من ذلك, أعتقد أنه قد جانبك الصواب في هذا المقال للأسباب التالية:
    • لا ينبغي علينا أن نحمل الحكم الأمامي كل المشاكل والأخطاء الحالية اليوم ونغفل الأسباب الأخرى, أي ما قبل الأمام, كتخلف المجتمع العربي على سبيل المثال, بسبب الاستعمار الأجنبي مما أثر بدوره على اليمن كونها جزء من المنطقة. كذلك لا ننسى تخلف النظام الحالي والذي لم يساعد في القيام بأي نهضة علمية على الاطلاق.

    • أعتقد أن هناك خطأ في الاعتقاد بأن الأمام عزل اليمن من العالم وكذلك العلم. ربما يكون هذا الكلام صحيحاً بعض الشيء, إلا أنه ليس صحيحا بالكامل, لأن الامام يحيى هو من أمر بإنشاء المدرسة العلمية, وكان يهتم بالمتعلمين حيث كانت تمنح لهم المنح الدراسية في الخارج ( منهم الزبيري والثلايا وكثيرين ممن انقلبوا عليه فيما بعد). وقد كان خريجو هذه المدرسة يحصلون على مناصب كبيرة في دولته (منهم جدي رحمه الله). وعندما سألت القاضي العمراني (مفتي اليمن) عن الإمام , فقال لي بالنص ” لقد ظلموه يا ولدي عندما وصفوا عهده بالجهل والفقر والجوع والمرض, وهذه مغالطة كبيرة, لأن الإمام نفسه كان عالم وفقيه.

    • كذلك أخي الحبيب إذا سئلنا لماذا كانت أحوال اليمن في الجانب الحضاري في ذلك الوقت؟ والإجابة ببساطة لأنه ذلك الوقت, فالنهضة لم تصل بعد إلى الوطن العربي ولم يصل التيلفون ولم تصل الكهرباء ولم تصل كل هذه الأشياء الحديثة (في أغلب الوطن العربي ماعدا مصر طبعا وبعض الدول وبانتشار بسيط). لذلك السؤال إذا بقى الإمام هل معناه أن التلفزيون لن يدخل والراديو لن يسمح وسنحرم من الكهرباء وستقطع الاتصالات , أخي بالعقل,, قطعاً لا.

    • أخيرا أخي الحبيب هذا تاريخ ويجب الحديث عنه بدقة متناهية لان نصدر أحكام نابعة من أرئنا أو بعض التجارب التي سمعناها أو عايشناها.

    شكرا لسعة صدرك أخي عماد , وجزء من كلامك صحيح بالتأكيد, ولكني أحببت التعليق على بعض النقاط فقط.
    بالتوفيق

  4. يا اخي شخصيا انا افكر متل ماقلت ان اليمن بلد متخلف لانني شاهد اناسا وخصوصا في مجال عملي عباقر والاكتر من هدا يمنيون حتى انني تقدمت لكي ادرس في احدى الجامعات في اليمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *