لا تصنع ما يريده الناس اليوم، أصنع ما سيريده الناس غداً

اليوم أحب أن أكتب عن موضوع مختلف قليلاً. أعتقد بأن الكثير من الشباب العربي يعاني من معضلة التقليد، وهذه الظاهرة تأثر بشكل كبير على إنتاج بلداننا وإبداع شبابنا. سأسلط الضوء اليوم على جانب معين من ظاهرة التقليد، وهو كيفية اختيار الخدمة أو المنتج الذي سوف تقوم بتقديمه للسوق. الكثير يحاول أن يرى ما هو أنجح منتج في السوق، ومن ثم يقوم بتقليده لأنه يعرف بأن الطلب على هذا المنتج موجود بالتأكيد. أعتقد بأن النجاح الأكبر يأتي من التميز والإبتكار، لهذا أقترح طريقة أفضل لتحديد المنتج أو الخدمة التي تريد تقديمها للسوق. لماذا لا تدرس حاجة السوق الحقيقية، ما هي المشاكل التي تواجه زبائنك، ما هو الشيء الذي تتوقع أنهم بحاجة إليه. بعد أن تحدد حاجة السوق بناءاً على تحليلك الخاص، وليس عن طريق التقارير الرسمية أو مدى نجاح منافسيك، ستستطيع تحديد خدمات ومنتجات جديدة يمكن أن يتم ضخها إلى السوق. النقطة المهمة في هذه العملية هو أن تصنع ما يحتاجه الناس وليس ما يريده الناس. تخيل معي ما الذي كان يفكر فيه أول من أخترع السيارة: لو أنه اتبع الطريقة التقليدية لتحديد رغبة السوق ومدى الطلب، كان سيقوم ببيع أحصنه قوية وسريعة، ولكنه وبنجاح أدرك بأن السوق يحتاج لأسلوب نقل سريع، وقرر تقديم السيارة للسوق. عندما تقرر تقديم خدمة جديدة، أو فتح مركز جديد، فكر في حاجة الناس الحقيقية، وأصنع ما سيريده الناس غداً.

9 تعليقات على “لا تصنع ما يريده الناس اليوم، أصنع ما سيريده الناس غداً”

  1. السلام عليكم
    أخي عماد كلامك صحيح 100% ولكن سأنظر للموضوع من نظرة أخري وهو أن الغالي ينظر للشئ الجديد نظرة تخوف وأحتمالات كثيرة للفشل بمعني أدق ينظر للجانب المظلم
    ويريد شئ مستقر ومعروف نتائجة ..بإختصار لا يحب المغامرة والخروج عن المعتاد ..هذا ما تعودنا عليه ولكن نادراً من يحاول الخروج من هذه العباءة 🙂

  2. اخي حسين،

    نعم تعليقك دقيق يا حسين. هناك مخاطرة كبيرة في تجربة شيء جديد، لكن أيضاً المردود عالي. شكراً على المتابعة الدائمة.

  3. خوف الناس من الإستثمار في المجهول (كما يسمونه) جعلهم يبتعدون عن الابتكار و يتجهوا للتقليد، مع أن الذي يبحث و يدرس المؤشرات التي تدل عن حاجات و رغبات المشترين (الأسواق) سوف يقهر المجهول بقيمة المعلومات التي يمتلكها. فالمعلومة تقلل المخاطرة و تحول المجهول إلى فرص إستثمارية واضحة و جلية.

    شكرا على المقال

  4. أخي محمد،

    أتفق معك بأن هناك فرق بين المغامرة المتهورة وبين المخاطرة المدروسة. والمبدأ التجاري ينص على أن حجم المردود التجاري يتناسب مع حجم المخاطرة المدروسة. Risk = Return

  5. عماد ، كلام رائع ، لكن التجديد و الإبداع محدودان بالظروف الزمانية و المكانية ، فما لا يكون إبداعا في مكان ، قد يكون قمة في الإبداع في مكان آخر.
    مثلاً ، كانت إعادة تجميع المحرك البخاري في قصر الإمبراطور الياباني إبداعا بمقاييس اليابانيين المتخلفين آنذاك ، رغم أنه مخترع و مستخدم من عقود في أروبا ، و اليوم ينتج اليابنيون محركات منافسة ، مع علم الجميع أن المحرك لم يكن يوما اختراعا يابانيا.
    شخصياً ، لا أرى باسا من التقليد شريطة أن يبدع المقلد على الأقل فيما غير ابتكار المنتج ، فالصينيون هم الشعب الأول في العالم الذي يقلد كل شيء ، لكنهم أبدعوا في غزو السوق بمنتج مقبول فنيا ، ويرسلونه إلى آخر الدنيا ، و بسعر لا ينافس.

  6. أخي علي، شكراً على رأيك المختلف والسديد. أتفق معك بأن التقليد مقبول ويمكن أن يسبب نجاح. لكن هناك شروط يجب الالتزام بها عند التقليد: يجب أن يكون المنتج الجديد أفضل من حيث الجودة، أو أرخص من حيث السعر. لا فائدة في منتج مقلد يقدم نفس الجودة أو بنفس السعر.

  7. حياك الله اخي المسعودي
    انا مع الافكار الجديده والاستثمار فيها ولان الاستثمار في الافكار الجديده يعتبر ذو مخاطر عاليه ولكنه في نفس الوقت ذو عائد عالي
    High risk = High return
    واما التقليد فهو ايضا جاذب للافكار الجديده فمثلا الفيس بوك لم يكن فكره جديده ولكن تطور ابتكار الخدمات هو ماجعل الفيس بوك الانجح

  8. أخي فارس.. نعم تعليقك دقيق جداً. أنا لست ضد التقليد المجدد، وإنما أنا ضد التقليد الأعمى. عندما يقوم شخص بفتح شركة استيراد أجبان فرنسية في شارع أ، لا أريد أن أرى 20 تاجر بفتح متاجر تقوم باستيراد نفس نوع الأجبان في نفس الشارع.

    هناك أمثلة كثيرة عن مشاريع غير مبتكرة كلياً، ولكنها قدمت المنتج أو الخدمة بصورة أفضل أو أرخص ونجحت نجاح هائلاً. فيس بوك مثال، وجوجل مثال أوضح وأبين.

    شكراً.

  9. اصنع ما يحتاجه الناس وليس ما يريده الناس

    هذه العبارة تكتب بماء الذهب ، منتهى بعد النظر والحكمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *