العمل الحر – Freelancing

لا استطيع أن أتخيل وجود خريج جامعي بدون عمل في عصرنا الحالي، لاحظ أني قلت بدون عمل وليس بدون وظيفة، فالوظيفة تختلف عن العمل. أولاً، اتمنى أن يتجه جميع الشباب إلى ريادة الأعمال لمحاولة تأسيس شركاتهم الخاصة، ولكن الواقع أن الكثير قد لا تتوفر لهم الظروف المناسبة لبدء مشاريعهم الخاصة، ولهذا يضطر الكثير للبحث عن وظيفة او عمل. فبالنسبة للوظيفة، فالمسألة واضحة وضوح الشمس، عدد الخريجيين أكبر بكثير من عدد الوظائف المتوفرة في السوق العربي، ولهذا نسبة البطالة عالية، هذا بالإضافة إلى إنتشار المحسوبيات والوساطات التي تزيد من صعوبة الحصول على وظيفة. إذاً الخيار الوحيد المتبقي هو العمل.. العمل الحر.

ما أقصد بالعمل الحر، هو العمل بالتعاقد، أي يتفق الشخص مع شركة أو مع شخص آخر لتنفيذ عمل ما مقابل تكلفة معينة، وحال إنتهاء العمل تنتهي العلاقة التجارية ما لم يتم التعاقد على مشروع آخر. وبما أن أسواقنا العربية ممتلئة بالأيدي العاملة، ففرص العمل الحر تعتبر نادرة لوفرة الموظفين المستعدين لقبول أي وظيفة مقابل أدنى راتب ممكن. ولكن العمل الحر يمكن أن ينفذ لشركات وأفراد من بلدان آخرى، خصوصاً في الجوانب التقنية والمعرفية مثل البرمجة، التصميم، الترجمة، المحاسبة، الهندسة، .. إلخ. وأمام الشباب العربي فرصة هائلة في هذا المجال نظراً لفارق التكلفة المعيشية بين كثير من دول الوطن العربي وبين العالم الغربي. فهناك شركات هندسية غربية تبحث عن تصاميم معمارية ولكنها تفضل دفع 1000 دولار لعربي بدلاً من دفع 5000 دولار لغربي. وهناك آلاف من الأمثلة المشابهة في شتى المجالات، وكل ما على الشباب فعله هو البحث عن هذه الفرص. إذاً السؤال هو: كيف يمكن الوصول لهذه الأعمال الحرة؟

هناك أسواق عالمية تنزل فيها مناقصات أعمال حرة ويتم فيها عرض الأعمال تماماً كما يتم عرض البضائع في المزاد الإلكتروني. فتقوم الشركة المحتاجة لتنفيذ عمل ما بالإعلان عن تفاصيل العمل والميزانية المتوفرة ومدة التنفيذ، ومن ثم يقوم الآلاف من الشباب من مختلف دول العالم بالتنافس على الحصول على العقد. هناك شباب وشركات من الهند والصين والمكسيك، وهناك أيضاً شباب من مصر والأردن وسوريا واليمن. طبعاً السعر عامل مهم في الفوز بالعقود، ولكن الجدية في العمل وجودة التنفيذ هما ذو أهمية أكبر. فبعد تنفيذ كل عقد تقوم الشركة بتقييم المزود حسب أداءه، وهذا التقييم يساعد الشركات الأخرى في الاختيار، لهذا تجد الكثير من الشباب يبدأ بأخذ الأعمال مقابل أسعار زهيدة جداً، وبعد تكوين سمعة طيبة وشبكة من العملاء، يبدأ برفع أسعاره للتتناسب مع جودة عمله. بصراحة، أنصح كل شاب يعاني من البطالة التوجه لمثل هذه الأسواق، فالعمل يمكن أن يتطور وينمو، وبعد فترة يمكن للشاب أن يكون شركة ويوظف شباب لديه لتنفيذ مشاريعه.

ما هي متطلبات مثل هذا العمل؟

1. اللغة الإنجليزية لأن جميع العملاء أجانب، فإن لم تكن لغتك جيدة، سجل في معهد وأدرس فلا يجب أن تكون لغتك ممتازة، ولكن يجب أن تكون لديك أولويات اللغة بحيث تستطيع فهم ما هو المطلوب وتستطيع أيضاً التواصل مع صاحب العمل. ولا تجعل اللغة عائق أمام نجاحك، فيمكنك مثلاً أن تكون شراكة مع شخص يتقن اللغة الإنجليزية.

2. مهارة في مجال معين، ففاقد الشيء لا يعطيه، وهذه الشركات لا تبحث عن مجرد موظف، وإنما تبحث عن شخص لديه مهارة معينة يستطيع من خلالها تنفيذ العمل. إن كنت لا تمتلك أي مهارة مطلوبة في هذه الأسواق، فأنصحك أن تتصفح المشاريع وتحدد أهم مهارة مطلوبة في السوق، ومن ثم تبدأ بدراستها وتعلم أولوياتها، فاستثمار 6 أشهر يمكن أن يفتح أمامك أبواب وفرص لم تخطر على بالك قط.

3. الجدية والكفاح، فالبداية صعبة جداً، حيث أن معظم الشركات تفضل التعامل مع المزودين أصحاب الخبرة، ولكن تذكر بأن الكل بدأ بدون أي خبرة تذكر. لهذا تحلى بالصبر، وحاول تجاهل الربح في البداية حتى تكون سمعة طيبة وعلاقات مع العملاء، وتأكد بأن صاحب الكفاءة العالية يعود له العملاء مرة تلو الأخرى.

إليكم الأسواق التي أعرفها، وهناك الكثير غيرها:
http://www.freelancer.com/
http://www.guru.com/
http://www.elance.com/

وأخيراً، فكما نصحتكم اليوم بتجاهل حلم الوظيفة والإتجاه إلى العمل الحر، فإني أنصحكم في حال توفر الظروف المناسبة بتجاهل العمل الحر والتوجه إلى ريادة الأعمال عن طريق تأسيس شركاتكم ومشاريعكم الخاصة.. بالتوفيق !

13 تعليقا على “العمل الحر – Freelancing”

  1. بارك الله فيك أخي عماد 🙂 وكلامك صحيح 100% فالحل الصحيح أمام الشباب العربي هو العمل الحـر من خلال تنفيذ مشاريع عبر الويب لمختلف شركات عبر العالم وأنا شخصيا أعمل بهذا المنطلق منذ حوالي عامين 🙂
    العمل الحر يتيح لك الكثير من الأشياء وايضا بديل ممتاز عن العمل بمفهومه التقليدي في ظل البطاله وندرة الوظائف بكل بلدان الوطن العربي

    وأضيف للمواقع
    http://www.odesk.com

    وشكـراً 😉

  2. موضوع رائع بمعنى الكلمة

    وبصراحة من خلال موضوعك الرائع أحب أوجهه نداء أيضا ليس فقط للعاطلين بل للعاملين في وظائف لا يجدون أنفسهم فيها إعملوا على تأسيس أحلامكم كونوا مدراء أنفسكم في المستقبل، استغلوا مهارتكم في السوق الحره وستصلون حتما لما تريدون.
    احترامي

  3. سلام يا عماد،

    برأيي الشخصي أعتقد ان العمل الحر وريادة العمل (Entrepreneurship and Freelancing) لا فرق كثير بينهما ووجهان لعملة واحدة.

    العمل الحر يعتبر كشركة خاصة أنت مديرها وموظفها الوحيد وفي الكثير من الأحيان العمل الحر هو بداية إنطلاق الكثير من الشركات الخاصة. وإذا كنت صاحب وظيفة وأردت البدء في ريادة الإعمالـ ، العمل الحر يمكن ان يكون لك مرحلة إنتقالية مهمة جدا لتتأقلم مع وضعك الجديد وتخطط أفضل لمستقبلك لانه يتيح لك المجال لتتعلم وتكتسب خبرة أكثر في مجالك وفي مجال ادارة العملاء والتسويق.

    وأيضا أود ان اضيف إحدى المتطلبات الهامة للبدء بعملك الحر وهي تعلم كيفية التعامل مع العملاء وكيفية التواصل وبناء علاقات مع أفراد في نفس مجالك والإستفادة من علاقاتهم وخبراتهم (Business Networking) من اجل مساعدتك في إيجاد مشاريع.

  4. السلام عليكم اخي عماد
    اولا احب ان اقول لك اني من متابعي مدونتك المفيدة والنادرة ومتابع ومنتظر لجديدك دائما وانا معجب بكتاباتك واتشوق اليها
    ثانيا اخي العزيز لقد دقيت على الوتر الحساس كما يقال فالبطالة مستشرية في عالمنا العربي وضروري ان نتجه الى الاعمال الحرة
    فلدي كثير من الزملاء اتموا دراستهم مثلا لمجال الحاسوب ولكنهم الان بدون عمل ومنتظرين للوظيفة ولذلك سارسل لهم رابط المدونة لقراة تدوينتك عسى ان تنفعهم باذن الله وان يخرجوا من شبح الانتظار للوظيفة وان يتجهوا الى عالم الاعمال الحرة وان يبدوا يشقوا طريقهم

    اكرر اعجابي بمدونتك ومنتظرين جديدك بشوق ايه المبدع

  5. أخواني الأعزاء، في مجال عملي “تطوير مواقع الانترنت” نحتاج العديد من الشباب ليقوموا ببعض الاعمال البسيطة مقابل مالي معين يدفع حسب الجهد المبذول، اغلب هؤلاء هم مازالوا طلاب في الجامعات و لكن يمتلكوا خبرات جيدة تمكنهم من انجاز الاعمال الموكلة لهم، من تلك الاعمال البسيطة مثل إدخال بيانات، مراجعة و تنسيق نصوص، و هناك الاعمال المتوسطة مثل تطوير برمجيات معينة، نشر الكتروني، و تصميم جرافيكي.
    من ناحيتنا كشركة نستطيع توفير وقت الفريق الاساسي لمشاريع كبيرة و معقدة و ايضا نهدف الي بناء قدرات في بعض من الشباب نحتاجها في عملنا و غير موجودة في سوق العمل.

  6. المجازفة ….ربما هى الكلمة السحرية التي لم يستطع الكثير من الشباب العربي …فالبحث عن المضمون هو سمة عامة في البشر و بالأخص عندنا نحن العرب ….فتحقيق الأمان سواء على الصعيد المادي أوغيره هو هدف في حد ذاته رسخته الثقافة التي نشأ الكثيرين منا في ظلها….وحتى تتغير الثقافة أعتقد أنه لازال هناك طريق طويل ….على أي حال مادام هناك أمثالك يتحدثون يا ..أخ مسعودي فأعتقد أن هناك أمل …..

  7. كرا على طرحك اخوي عماد
    انا معك ان العمل الحر افضل بكثير من الوظيفه بس ياليت ماننسا ان المساله تعتمد على القدرات الشخصيه
    بمعنى انه مو كل شخص يقدر يدير عماله بمختلف اطيافها
    ومو كل شخص عنده الحس الابداعي في الاداره واللي اهم شي في الموضوع كله
    ومو كل شخص عنده الصبر في مواجهه الازمات وتجاوزها
    والكثير الكثير من القروق الفرديه
    وعشان كذا دايم تشوف اعلانات للتقبيل
    انا لا اقصد وضع العراقيل ولكن قرار زي كذا يحتاج الى تفكير بدل المره الف
    ووفق الله الجميع

  8. ادعو كل المهتمين بالعمل الحر للإنظمام لصحيفة العمل الحر الإلكترونية
    http://www.sasmes.com
    نهدف إلى نشر ثقافة العمل الحر
    تصحيح المعلومات لدى شبابنا رجال وسيدات في بعض المفاهيم الخاطئة عن العمل الحر
    تعريفهم بالجهات الداعمه وكيفية التسجيل بتلك الجهات
    لنشر خبر صحفي بصحيفتنا
    sasmes@windowslive.com

    اخوكم مهنا المهنا
    0506848783

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *