العلاقة بين العالم الأكاديمي ورواد الأعمال

سبق وأن أشرت إلى أهمية البحث والتطوير في الشركات العربية، وكذلك أشرت إلى أهمية التنسيق بين الجامعات والشركات لبحث سبل التعاون. اليوم أريد أن أتكلم عن العلاقة بين العالم الأكاديمي (الجامعات والبروفوسورات) ورواد الأعمال. مع افتتاح الصرح العلمي الجديد في السعودية KAUST أرى فرص جديدة للإبتكار العلمي والتكنولوجي في العالم العربي. لا شك بأن لدينا العديد من البروفوسورات والعلماء والباحثين الذين يعملون بكد في شتى أنحاء الجامعات العربية. أعلم يقيناً بأن هناك العديد من الشركات الكبيرة والحكومات التي تعتمد على هؤلاء الخبراء لمساعدتهم على حل مشاكلهم.

اليوم، قرأت مقالة كتبها رائد أعمال سابق وأكاديمي مخضرم في جامعة دوك الأمريكية. خلاصة كلام البروفوسور فيفيك هو أنه كما تقوم الشركات بالتواصل مع الأكاديميين للاستعانة بهم، على رواد الأعمال أن يتعرفوا على آخر الابتكارات والأبحاث التي وصل إليها هؤلاء الأكاديميين. فبطبيعة الحال، معظم الباحثين والعلماء والبروفسورات لا توجد لديهم غريزة تجارية، وإنما غايتهم في البحث والإبتكار هو الوصول إلى إنجاز علمي. ونتيجة هذه الظاهرة هو تكدس نتائج الأبحاث والابتكارات التي وصل إليها هؤلاء النوابغ في المكاتب والأرشيفات دون أن يتم دراسة جدواها للنظر في إمكانية تسويقها كخدمة أو منتج. نصيحة البروفوسور فيفيك لرواد الأعمال هي أن يتوقفوا عن محاولة تطوير برامج غير مجدية لجهاز الأي فون وما شابه، فخبرتهم ومهاراتهم تكمن في تحليل حاجة السوق وإطلاق الشركات الصاعدة وليس في الابتكار. لهذا يمكنهم الاستعانة بمن يتقن البحث العلمي والإبتكار الحقيقي.

كالعادة، أنتظر الإنتقاد والتصحيح والتذكير بواقعنا المرير في الوطن العربي. أعجبتني الفكرة فقررت أن أكتب عنها، لعل أحد القراء الأعزاء يقوم بمحاولة تطبيقها.

5 تعليقات على “العلاقة بين العالم الأكاديمي ورواد الأعمال”

  1. أعتقد أخى عماد أنه لابد من اشباع رغبات الفريقين فرواد الأعمال كما ذكر البروفوسور فيفيك ما يشبع رغباتهم ويلبى طموحاتهم هو انشاء شركات أو دعم اختراعات لتصبح مشروعات حقيقية على أرض الواقع أما الاكاديميون فرغباتهم فى البحث والاختراع والابتكار وعليه يجب أن تبدأ العلاقة بتعريف الباحثين والأكاديميين بمتطلبات السوق من خلال اشراكهم فى الفكر السائد واحتياجات الناس حتى تخرج ابتكاراتهم متماشية مع السوق على أن يترك لهم مساحة للابداع فكثيرا ما يكون الباحثون ذوو رؤى تسبق احتياجات الناس وتأتى ابتكاراتهم على غير توقع الناس ثم ما يلبث السوق إلا أن يكتشف عبقرية فكرتهم وحاجة المجتمعات لها

    فبرنامج لمدة شهر يتم اطلاع الأكاديمين عليه لاطلاعهم على الاقتصاد وإدارة الأعمال وحاجات السوق واشراكهم فى مناقشة قضايا المجتمع بصورة منظمة وغير ممله لهم سيفيد الجميع

    وكذلك التفات رجال الأعمال إلى عبقرية اختراعات الباحثين وعدم الجشع وترك الاختراعات المفيدة للمجتمع مع هامش ربحية معقول أفضل من اختراعات استهلاكية محطمة للمجتمعات

  2. أستاذي الكريم، كلامك عين العقل. تعريف الأكاديميين باحتياجات السوق سيساعد على الوصول إلى إبتكارات ذات أهمية وطلب. لكني أتوقع أن المشكلة تكمن في طبيعة عمل الأكاديميين، فهم عادة يحبوا البحث والتطوير في مجالهم العلمي، وعادة ما يقوموا بالبحث عن أشياء جديدة لإثبات نظرية مبتكرة بعيداً عما يطلبه المستخدم في السوق المحلي او الدولي. أظن بأن فكرتك جميلة، ويجب محاولة تطبيقها للنظر إلى النتائج التي يمكن الوصول إليها.

  3. أعتقد ان التدريب الصيفي في الشركات والمعامل والمختبرات سيكون عمليًا هو الرابط الأساسي في محاولة ربط الطلبة الجامعيين لعلمهم الأكاديمي وربط بالواقع التجاري والصناعي للوصول إلى واقع صناعي وتجاري وعدد من براءات الأختراع التي تساعدنا في النهضة العلمية والتجارية والصناعية وبالطبع لاننسى أهمية رعاية الشركات للطلبة بالمنح الدراسية والدعم المادي لمشاريع التخرح بالاتفاق مع جامعاتهم بالطبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *