شاهدت مؤخراً مقابلة رائد الأعمال الأردني إبراهيم مناع مع أحمد طقاطقة، وبصراحة استفدت كثيراً من المواضيع التي تم استعراضها. كانت أهم نقطة بالنسبة لي هي فجوة التمويل التي قابلت الشركة بعد ان تم استنفاذ المبلغ الذي حصلت عليه الشركة في الجولة التمويلية الأولى. اشتكى إبراهيم بحرقة من واقع تعاملاته مع المستثمرين عندما كان يحاول الحصول على جولة ثانية أكبر تساعد الشركة على مواصلة النمو والإنتقال إلى المرحلة الثانية.
في الحقيقة، واجهنا في عقارماب نفس المشكلة، فالجولة الأولى التي حصلنا عليها كانت في مايو ٢٠١١، وبصراحة المبلغ الذي تم ضخه في الشركة نفذ في منتصف ٢٠١٢، وعجزنا بالفعل عن الحصول على جولة ثانية من شركات الاستثمار الموجودة في السوق، حيث كان واضح أن الجميع مهتم فقط في تمويل الجولات الأولى الصغيرة، وقلة كانت لديهم القدرة أو الرغبة في دخول جولة كبيرة. تجربة إبراهيم هي نفس التجربة التي مررت بها تقريباً، ولكني بالإضافة إلى فشلي في الحصول على تمويل من شركات الاستثمار العربية، فشلت أيضاً في الحصول على تمويل من شركات استثمار أجنبية، حيث تواصلت مع مستثمرين من تركيا، وبلجيكا، وألمانيا، وأمريكا، والهند، وباكستان، وأندنوسيا، وماليزيا، وفي النهاية لم نحصل على شيء 🙂
طبعاً، لا أريد أن أقول بان المستثمرين لا يجيدون سوى الكلام، وأنهم لا يريدون دعم المشاريع الطموحة، ولكني بصراحة ألقي بجزء من اللوم علينا نحن أصحاب الشركات وذلك لفشلنا في بناء شركات جذابة جداً تجعل المستثمر الجاد وغير الجاد يهتم بالدخول معنا. في الحقيقة، أرى بأننا استطعنا خلال عامين بناء شركة جذابة من وجهة نظر الاستثمارية، ولكنها ليست جذابة جداً. على أي حال، لم نضيع وقت طويل في الشكوى والتذمر، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى لم نستسلم وقمنا بابتكار آلية تمويل جديدة للشركة حققت نفس الغايات بدون التعامل مع شركات التمويل التي ضيعت وقتنا وجهدنا، والحمدلله الشركة اليوم تواصل نموها بشكل ممتاز، وبالطبع سأعلن قريباً عن كيفية تخطي شركتنا لفجوة التمويل التي واجهت الأخ إبراهيم مناع والتي ستواجه الكثير من الشباب الذين حصلوا على جولة تمويلية صغيرة.
في الأخير، أترككم مع مقابلة ابراهيم مناع المليئة بالدروس المفيدة. وبالفعل أريد أن أحيي الأخ إبراهيم على شجاعته وصدقه واحترافيته في مشاركته هذه التجربة المميزة مع الجميع، وأطلب من الجميع أن يشكر الأخ ابراهيم على حسابه الشخصي على تويتر @manna_87 لأنه بالفعل أبدى شجاعة عالية في تقديم تجربته للجميع لكي تعم الفائدة:
>لم نستسلم وقمنا بابتكار آلية تمويل جديدة للشركة حققت نفس الغايات بدون التعامل مع شركات التمويل التي ضيعت وقتنا وجهدنا
“لم نستسلم”
أنا عادة لا ابحث عن ممول، اكتفي ببناء النواة الاساسية للمشروع الذي يضخ تمويل جزئي للتنمية.
لكن المشكلة انها تحتاج إلى وقت طويل و لكنه يقلل المخاطر و يجنب الاحتكاك مع ممولين مزعجين لا يفمهون مشكلتك.
ازاى اتعاملتو مع موضوع التمويل ده … اشتغلتو فى مشاريع صغيره مثلا لشركات تانيه؟ ولاعملتو ايه؟
شكرا جزيلا مستر عماد علي مشاركتنا واتاحة الفرصة لنا لمشاهدة هذه المقابلة المتميزة، دمت رياديا 🙂