لا ترضى بالواقع إن كنت قادراً على تغييره

أعترف بأني نشأت في بيئة إيجابية مقارنة بأصدقائي وزملائي، فخلفية والدي الأكاديمية والعسكرية ساعدتني على التركيز على الجانب الإجابي من الحياة، ولكن الحقيقة أن بيئة المنزل لم تكن كافية لتغيير البيئة الكبرى (الشارع، المدرسة، الوطن، .. الأمة). هذه البيئة التي لا تخلو من اليأس بكل أشكاله، الكل يتذمر والكل يشتكي والكل يرضخ لواقع مرير وكأن التغيير مستحيل وغير ممكن. في البداية كنت أتفق مع الجميع، الحكومة فاسدة، والغرب متطور، ونحن في حضيض المجتمع الدولي، والفرص منعدمة، ولا يوجد تشجيع، و، و، و، إلى آخر هذه الأفكار التي عهدناها في مجتمعاتنا العربية. ولكني مؤخراً بدأت أدرس واقع أمتنا وحقيقة تاريخنا واحتمالات مستقبلنا. أولاً، لاحظت بأن فترة الفشل والإحباط ليس لها جذور عميقة في ثقافتنا، فمجملها مترتب على وضعنا السياسي في السنين الماضية والتي شملت فترة تفككات واختلافات سياسية، وأيضاً فترة استعمار عمدت على غرز الإحباط في ثقافتنا. طبعاً، تركيزي كالعادة على الجانب العلمي والتجاري، وليس على الجانب السياسي أو الأيديولوجي، ولكن أحياناً، يجب علينا التطرق إلى قليل من السياسة والتاريخ لفهم واقعنا اليوم بطريقة سليمة. أتذكر بأني كنت أتحدث مع أحد أئمة المساجد عن وضع الأمة، فأخبرني بأننا في وضع لا يحمد عليه، ولكن مقارنة بعشر أو عشرون سنة من الماضي، فإن وضعنا قد تحسن بشكل كبير. استغربت من رأيه لأني كنت أتوقع بأن وضعنا يسوء يوماً بعد يوم، ولكنه أجزم لي بأننا بشكل إجمالي قد وصلنا إلى وضع أفضل. المهم، النقطة التي أريد الوصول إليها هو أن تغيير واقعنا لا يستدعي سنين طويلة أو قرون، المسألة تحتاج إلى نهضة من قبل شباب طموح فقط. لنبدأ في الجانب العلمي والتجاري، ومن ثم قد تلحق بنا شتى شريحات المجتمع. مجالنا لا يحتاج إلى دعم حكومي، أو تغيير بنية تحتية، أو انعدام للفساد وظهور العدل فجأة.. كل ما في الأمر هو أن علينا أن نجتهد في مجالاتنا العلمية والأكاديمية، وأن نبحث عن طرق جديدة لتغيير واقعنا بأيدينا..

12 تعليقا على “لا ترضى بالواقع إن كنت قادراً على تغييره”

  1. أخي المسعودي ما شاء الله مواضيعك رائعة ومميزة وفعلا كلامك صحيح اي واقع يمكن تغييره ..وعندك دول صغيرة اصبحت من أفضل الدول عالميا بكل شئ ..سواء بالتعليم ، الأقتصاد ، التقنية ..إلخ
    الأمر يحتاج فقط إلي بداية وعزيمة ..والوقت كافي بتحقيق المستحيل ..
    شكرا لك 🙂
    ومتابع لك ..ومنتظر جديدك دائما ..

  2. الأستاذ حسين عادل،

    أخي .. شكراً على كلامك اللطيف. بالفعل التغيير أمر في منالنا لو وجدت العزيمة فقط. دائماً أحب أن أذكر أصدقائي بتجربة مدينة بانجلور الهندية، فوضعهم شبيه بنا، فقر، وفساد، وأميه منتشرة، ولكن قله استطاعوا تغيير وضعهم الأقتصادي.. إن شاء الله، سنحول هذا الكلام إلى أفعال بأيدينا..

    تحياتي

  3. مبدع اخي المسعودي

    فعلا يبدوا اننا نشئنا في نفس البيئة

    والتغيير يحتاج الى العلم العلم العلم والمعرفة الفهم للواقع

    اوقد شمعة بدل ان تلعن الظلام

  4. أخي فرج،

    أتفق معك بأن العلم مفتاح الفرج، وإيقاد الشمعة أفضل من التعليق على الشماعة 🙂

    شكراً على مرورك يا طيب..

  5. أنا معك تماما ,, فأنا أرى من حولي أن الشباب قد أصبح عنده وعي أكبر و إدراك أوسع ,, و ع إطلاع بالثقافة .. أنا لا أقول كل الشباب و لكن عدد لابأس به و يبشر بالخير و أتمنى أن ينتشر هدا المفهوم حتى يعم الامة أجمع ,, أشكر لك طرحك بارك الله فيك “

  6. الأخت خلود.. جميل أن نرى الجانب الإيجابي من الحياة.. بالفعل، هناك الكثير من الشباب الواعي.. وإن شاء الله نهضة أمتنا ستكون على أيديهم.

    اخي أحمد، شكراً على مرورك..

  7. بسم الله الرحمان الرحيم
    ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم صدق الله العضيم
    برايى ان التغير ممكن شريطة ان ابدا بنفسي اولا
    ودالك ما ارهقني ومازلت اجاهد

    مواضعك احي بالفعل تجعلني اضع يدي على خدي لافكر من جديد شكرا

  8. السلام عليكم اخي المسعودي…
    لفت اهتمامي قول صاحبك بأن وضعنا الآن أفضل من وضنا قبل عشرين سنة ياليت اذا تكرمت تقول لنا ايش اللي خلاه يعتقد كذا. طبعا أكيد في أشياء صرنا فيها أحسن من قبل 20 سنة مثل تقبل الآراء المخالفة وحقوق المرأة لكن هل هذا ما كان يقصده أم أشياء أخرى..

    -ماجد

  9. الجميع عنده يقين أن بلادنا العربية متخلفة .. وهي فعلاً كذلك .. ولكن من الذي يفكر في أن يطور نفسه ويبتعد عن تلك الخرافات !!
    التفكير في التغيير ينبع من الداخل ودائماً يكون له نتائج سلبية في البداية ، كإبتعاد أصحابك عنك مثلاً ولكن ماذا يُهم ؟ أنا أغير عالمي ومن لا يؤمن بذلك فلديه الحائط !!

  10. كلامك صحيح عزيز عماد

    لكن لا اتفق معك في أننا أفضل حال مجملاً مقارنة بالأجيال السابقة … اتفق معك في اننا اصبحنا اكثر تعليماً و دراية بمايدور حولنا و لكن أرى أننا نضيع أنفسنا و ربما الجيل الذي سيخلفنا لاحقاً .

    أرى من أسباب تأخر هذا الجيل هو كثرة الحديث و الأماني على حساب العمل الجاد . و غياب الرؤية السياسية و الإقتصادية لها دورها المهم في هذا الجانب

    شكراً لك عزيزي و استمتع بقراءة مواضيعك

  11. قال الوليد بن طلال في احدى مقابلاته.. you cannot be politically strong if you are economically weak.. يعني لا يمكن ان تكون قوي سياسياً اذا كنت ضعيف اقتصادياً .. قيسوها على وضع العالم و شوفوا المنطق .. و قيسوها على الاوضاع الشخصية و الفردية و شوفوا المنطق و الكلمة و الغلبة لمن:)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *