وظيفتي هي هوايتي

عندما كنت أحاول اختيار مجال التخصص بعد تخرجي من الثانوية نصحني الكثير بأن أختار مجال أحبه، وأكد لي الكثير بأن اختيار تخصصي يعني بأني سأعمل مدى حياتي في هذا المجال، لهذا يجب أن أحب المجال الذي سأختاره. حينها لم ألتفت لأهمية هذه النقطة، وإنما كنت أفكر في المجال الأسهل أو المجال الذي سيوفر لي فرص توظيف أفضل ورواتب أعلى. اليوم وبعد تخرجي من الجامعة وتوغلي في الدراسات العليا والوظيفة، بدأت أدرك أهمية حب مجال العمل.

الحمد لله، دراستي كانت في مجال مناسب لاهتمامتي (إدارة نظم المعلومات)، وأنا سعيد جداً بعملي الحالي وبمجال تخصصي. لكني لاحظت مؤخراً شغفي وحبي لريادة الأعمال وإنشاء المشاريع الصغيرة. كل يوم بل كل ساعة أفكر في مشروع جديد وأفكر كيف يمكن أن أحقق أرباح. لاحظت بأني لا أركز فقط على مجال تخصصي وإنما لي اهتمامات في شتى المجالات حتى التي ليس لي فيها أي خبرة إطلاقاً. أرجوا ألا يساء فهمي هنا، هدفي ليس هو الربح والطمع فقط.. حقيقة، أظن أن هذا المجال هو هوايتي. أعتقد بأني قد أنشأت أكثر من 15 شركة حتى اليوم وأنا في أوائل العشرينات، 75% من شركاتي فشلت ولم تحقق أي أرباح، والربع المتبقي حقق أرباح وشركتين فقط حققت أرباح ممتازة ولا تزال تعمل. ولكن كل هذه الخطوات الفاشلة تشدني أكثر نحو المشاريع التالية، وبصراحة أعتقد بأني مدمن على التفكير في مشاريع وأفكار جديدة.

مؤخراً بدأت أفكر.. ما الذي سيحصل لو أني تركت وظيفتي الحالية وركزت على هوايتي في إنشاء الشركات والمشاريع؟ بالفعل، هذا هو الشيء الذي أحبه وأعشقه. هذا هو المجال الذي يوقضني مبكراً ويجعلني أتوجه إلى جهازي المحمول بنشاط وشغف لأرى أخر تطورات مشاريعي، وهو المجال نفسه الذي يسهرني الليالي ويسحبني إلى عالم التفكير وأحلام اليقضة طوال اليوم. أظن بأني سأكون سعيد جداً من الناحية النفسية، فلن أفكر في الراتب، ولن أفكر بساعات العمل أو طول الدوام، لأني أصلاً لا أمانع في أن يكون اليوم كامل دوام. كل ما علي هو الموازنه بين حياتي الاجتماعية والدينية وبين عملي (أو بالأصح .. هوايتي).

أظن بأن ما يجعلني أتراجع عن مثل هذا القرار هو الإيرادات الشهرية. مشكلة مشاريعي أن دخلها مضطرب، هناك فترة فيها أرباح ممتازة، وفترة فيها جفاف حاد. سأنتظر قليلاً لكي أرتب أوراقي، ولكني متأكد بأني سأتجه إلى هوايتي قريباً.

أنتهز هذه الفرصة لأدعوا جميع الأصدقاء الذين سيقوموا باختيار مجال تخصصهم قريباً بأن يفكروا في هوايتهم. لا شيء أجمل من أن تستلم راتب مقابل ممارستك لهوايتك..

11 تعليقا على “وظيفتي هي هوايتي”

  1. كلامك سليم ، يجب أن يكون هناك حب للعمل أو الحرفة التي يتقنها الفرد وبعض الدول في العالم الغربي توجه الأطفال بعد المرحلة التأسيسية مباشرةً نحو التخصص والذي سيكون مجال هواتيه المفضلة يتم إكتشافها في المرحلة التأسيسية.

    ونلاحظ أن أغلب الأعمال التي يحبها الفرد ويقوم بها يستلم فيها رواتب متوسطة أو أقل حيث أنه يفكر فقط كيف سيكون نتيحة العمل في النهاية وإتقانه فيه وهناك معوقات لهذا الشيء مثل ما قلت حصول إضطرابات مثل أن يكون الدخل قليل جداً ممكن أن يؤثر على المهنة والحياة الإجتماعية وأيضاً حب الهواية والتي تحل محل العمل الحقيقي تنسيك مثل قلت عدد الساعات.

    حتى تجد الأشخاص الذين يعملون في أعمال لا يحبونها لا ينتجون أكثر من إنتاج المحب والمخلص لعمله ينتظرون الإجازات بفارغ الصبر ، تجدهم يضيعون أوقاتهم حتى في هذه الإجازة لا يستغلونها كما ينبغي بينما الأول يستغل تطوير نفسه في الهواية التي يحبها وربما لا يعطي لنفسه راحة في بعض الأحيان هنا يصل إلى حالة الإدمان 😀 وسيأخذ كافة ما يريده إن أعطى ساعات اليوم كلها لهوايته وتطوير نفسه فيها إذا إستطاع ينظم يومه ووقته طبعاً.

    أشكرك على الموضوع ، مواضيعك نادراً ما تجد أحد يتكلم عن مضمونها وأتمنى الإستمرار في كتابة مثل هذه المواضيع.

  2. أخي الكريم أحمد،

    شكراً على مرورك الكريم، وأنا سعيد بأن الموضوع نال إعجابك. مداخلتك أثرت النقاش وكانت في محلها.. أتفق معك كلياً..

  3. اختيار التخصص المناسب أمر صعب في بعض الأحيان. ففي الغالب لا يعلم خريج الثانوية ماهو التخصص الذي اختاره وهل هو مناسب له. سأعطي مثالاً في مجال تخصصي: حيث رأيت العديد من الأشخاص ممن اختار علوم الحاسب أو تقنية المعلومات بسبب حبه للكمبيوتر ولكنه اكتشف في النهاية أنه لا يحب البرمجة بتاتاً ولم يكن يعلم بأن للبرمجة النصيب الأكبر في هذين التخصصين.

    أحببت أن أعلق على جزئية صغيرة من كلامك. “أرجوا ألا يساء فهمي هنا، هدفي ليس هو الربح والطمع فقط.” لماذا تقولها وأنت خائف من النقد؟؟ لا أعتقد بأن الأمر سيء لهذه الدرجة 🙂

  4. أخي نبيل، حياك الله وكلامك بالفعل سليم. بالنسبة للجملة التي قمت باقتباسها، فأعتقد أني أردى ألا يبدو أن الطمع هو دافعي وراء التفكير في مشاريع كثيرة.

    على أي حال، مرحباً بك، وأنا منتظر تعليقاتك بشغف…

    شكراً

  5. السلام عليكم
    هذه اول مرة أزور مدونتك وعجبني جداً الموضوع
    سأتكلم عني شخصيا وهي أنني أهوي مجال التقنية والحاسب وتخصصت بالتصميم وحاليا أعكف علي تعلم المزيد والمزيد
    الجامعة التي تخرجنا منها لو أتمدت عليها كنت الآن ما فعلت شئ بعملي الآن ..لأن التعليم بالعالم العربي ومصر مالزال متخلف وجامد
    وعملي هو هوايتي …والحمد لله أطمح للإفضل ..

  6. أخي حسين،

    أهلاً وسهلاً بك في مدونتي، وأنا سعيد جداً أن الموضوع عجبك وأنك بالفعل سعيد كون عملك هو هوايتك. زرت مدونتك ونالت إعجابي ولاحظت تشابه أفكارنا. بالتوفيق يا أخي، ومرة أخرى أهلاً وسهلاً بك..

  7. رائع جداً ……… أتمنى أن أكون من هؤلاء الأشخاص الذين تركوا كل شيء من العالم المحيط بهم وذهبوا لإثبات ما يدور بعقولهم وإجتازوا الصعاب لتحقيق أهدافهم ونجحوا بالأخير وإن لم يكن هناك نجاح فكما قلت يا أخي الفاضل في بداية مدونتك أن النجاح هو خوض التجربة وليس التخوف منها فالمتخوف لا يعرف طعما للنجاح وأيضا من جهه أخرى للفشل في وقت واحد.
    أعجبني تعليقك ، وأنا أيضاً أقول وأصرح ليس العيب أن يقال فلان بدأ في شيء قد سبقة الكثير من الناس وبدءوا به ولكن العيب أن يدرس الإنسان شيء ليس مقتنع بة ولا وإن كان الأول والسباق لهدا المجال لأن الشيء الذي يأتي من اقتناع لا يزال في تطوير والشيء الذي يأتي من دون إقتناع سرعان ما يذهب ويأتي غيره من دون شعور الفرد أن هذا الشيء هو الذي كان يجدر بالفرد إتخاذه من الأول وليس تضييع الوقت في غيره.
    أخي الفاضل أشكرك على تنمية أفكارنا وإنتباهنا الى ما نحن عليه من غفله والعمر يمر والأيام تمضي ولا يبقى للانسان الا علمه
    جزاك الله عنا الف خير

  8. الأخت وداد، أنا سعيد بأن الموضوع قد نال إعجابك، وانا أسعد لأنك قد بدأت التفكير في هذا المجال وبدأت التوجه إليه.. بالتوفيق أختي الكريمة.

    الأخ وسام، أتفق معك بأنه ليس من العيب أن يقوم الشخص بعمل قد تم عمله من قبل، ما دام يرى في نفسه القدرة على الربح منه أو تحسينه. أتمنى أن يكون هناك الكثير من الشباب أمثالك، وإن شاء الله سيكون التغيير على يد الشباب بإذن الله.

    شاكراً مروركم جميعاً

  9. اخي الكريم مدونتك رايعة جدا وشكرا لك بس ابي اقول اناخريج ثانوي ولا ادري ايش ادرس كنت افكر في المحاسبة ولكن عندنا المحاسب يتوظف مدرس منقبل الحكومة ارجو النصح

  10. السلام عليكم ورحمه الله

    مثل ما يحدث معك اخي الكريم حدث ويحدث معي حتى الان … الان عمري في اوائل العشرينات ايضا .. وانا طفل كنت اتمنى ان اصبح طبيبا جراحا وتعلمت التداوي بالاعشاب والحجامة والشفاء بالجسم او بالطاقة .. ثم بعد سنتين تغير حبي الى البرمجة .. وبالفعل برمجت عدة برامج ناجحة … ثم تغير ذوقي الى الرسم … ورسمت عدة رسومات رائعة اشتراها مني بعض الاهل .. ثم تغيرت الى الرسم الثلاثي الابعاد وكان عمري تقريبا 15 سنة .. واصبحت اتولى مشاريع بعض المكاتب الهندسية .. ثم تغير مزاجي الى عالم التحريك .. وعملت بعض الافلام المتحركة والاعلانات القصيرة .. ثم تغير مزاجي الى الفيزياء وحلمت بان اخترع بعض الاجهزة او الاشياء وبالفعل حاولت وقد اخترعت بعض الادوات البسيطة .. ثم تغير حلمي الى ان اصبح طيارا وبالفعل اصبحت اتعلم واتعلم حتى نفذت اول قيادة لي بالطائرة وكانت لمدة ساعة ونصف .. والان اخير تغير مزاجي جدا جدا واحلم بان اصبح رجل اعمال وصاحب مشروع كبير …. لذلك دخلت لمدونتكم من بحثي لهذه المواضيع …. وبالفعل الان انشئت شركة اعلانات …. وشركة وساطة مالية للاسهم وحققت ارباح جيدة استطعت ان اصبح رجل اعمال ومالك عقارات …. ولكن لم ينتهي شغفي حول العالم

    والله يعلم ماذا يخبئ لي المستقبل … ولله الحمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *