أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم SMEs

بعد أن أدركنا أن البترول سينضب عاجلاً ام آجلاً بدأنا البحث عن البديل، وبدأت كل دولة تنويع مقومات دخلها القومي لتأمين الأقتصاد وحمايته من أي ضربة مفاجئة لقطاع النفط والطاقة. لاحظت مؤخراً إطلاق العديد من المشاريع العملاقة، فأصبح لدينا أكبر وأسرع وأشهر وأفخم وأغلى وأعظم، وإلخ.. لا شك في أن هذه الاستثمارات العملاقة وعمليات شراء واستحواذ أكبر الشركات الأجنبية ستنعش اقتصاد أمتنا وتوفر وظائف ممتازة لكوادرنا الغير مؤهلة، ولكني أتوقع أن هذا الإنتعاش سيزول بنفس السرعة التي حصلنا عليه بها. يؤسفني أن أسرد قصة مدينة دبي كمثال حي لا زلنا نعيش تجربته حتى اليوم؛ فبالرغم من أني واثق بأن لكل حصان كبوة، وأن ما تمر به هذه المدينة العربية له علاقة بما يحصل في السوق العالمي، إلا أنه يجدر بنا أن نستفيد جميعاً من عواقب النمو السريع المبني على أسس متراكمة من هنا وهناك.

أرى بأن نتجه نحو تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لأنها بالفعل نواة مستقبل الغد. يجب أن يتم غرز ثقافة الإبتكار وريادة الأعمال والإبداع في شبابنا اليوم لكي يتم جني الثمار غداً. أعلم بأننا لن نستطيع الإعلان عن نجاحنا خلال سنتين، ولن نستطيع إبهار العالم بأرقامنا القياسية، لكني أراهنكم بأننا سننجح نجاحاً ثابتاً على الزمن الطويل. جميع الشركات العالمية الناجحة كانت في يوم من الأيام شركة صغيرة ومن ثم نمت نمواً تدريجياً يتناسب مع خبرة إدارتها وموظفيها وزبائنها. هذا النمو التدريجي الطبيعي أعطى هذه الشركات أساس قوي في السوق مكنها من النجاح في السوق العالمي. علينا أن نستثمر في المشاريع الصغيرة، وعلى حكوماتنا أن تدعم هذه المشاريع وتوفر لها البيئة المناسبة والتسهيلات المطلوبة. لا نريد وظائف مملة برواتب عالية لأفراد غير مؤهلين، نريد بيئة مناسبة لشباب مجتهد يطمح للنجاح ويعشقه.

10 تعليقات على “أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم SMEs”

  1. نعم نريد بيئة عمل للشباب لكن هل الاخرين يريدون وهل الاقوياء في لغة السوق يرغبون بمقاسمة الغير لاعمالهم
    نريد بيئة عمل ونريد قوانين تحمي الشباب وتدفع لاظهار مواهبهم وابداعاتهم لا تسعى لتسيرها على اهواء الاخرين

  2. كمبيوترية.. شكراً على المرور

    شخص ما.. المشاريع الصغيرة هي المشاريع التي يديرها شخص واحد أو فريق صغير جداً.. أقل من 10 أشخاص. نوعية المشروع لا تهم، يمكن أن يكون مشروع تقني، أو محل تجاري. أي مشروع صغير يمكن أن يصبح شركة عملاقة في المستقبل ..

    زكرياء.. شكراً على المرور

    مصعب.. أخي لا أرى أي مشكلة من قبل هوامير السوق وكبار التجار. لماذا؟ لأنهم عادة لا يكتشفوا الشركات الصغيرة الصاعدة بقوة إلا بعد فوات الأوان.. بعد أن تصبح الشركة متوسطة أو حتى كبيرة نوعاً ما. هناك تظهر المشكلة، ولكن عادة تكون الشركة قد وصلت لدرجة ثبات تعينها على المنافسة.

  3. اخي الكريم انا معك بان الشركات الصغيرة تاخذ وقت لتنافس وتكتشف من قبل الهوامير لكن لكل بلد نظامه الاقتصادي وهواميره الذين لايتركون هامش للاخرين بالبقاء والاستمرار ويسعون لافشالهم قبل ان ينتشروا يساعدهم بذلك قوانين تسمى حقوق الملكية او احتكار انواع محدد من السلع او الخدمات

  4. أخي مصعب.. تذكر بأن كل الهوامير وكبار التجار كانوا صغاراً يوماً ما. أعلم بأن منهم من يشكل صعوبات للشركات الصغيرة، لكن علينا ألا نقف موقف المتذمر المكتوف الأيدي.. هناك فرص كبيرة للجميع، وبدعم وتشجيع خفيف من البيئة المحيطة بنا.. يمكننا بناء شركات عملاقة بإذن الله.

  5. نظريا .. ما تقوله هو عين العقل ولكن الواقع مغاير تماما لم تتحدث عنه . لو طرحت هذه الفكرة على اصحاب القرار في اي دولة من دولنا العربية لقال قائلهم بان قد تم اتخاذ خطوات وان هناك دعما حكوميا لمثل هذه المشاريع. ولكن الحقيقة تقول بان الدعم الحكومي للشركات الصغيره محدود جدا وللواسطة -كالعادة- الدور الاكبر في تحديد المستفيد من هذا الدعم. وفي حال الحصول على التمويل، لا تجد افكار ومنتجات الشركة الدعم اللازم عبر شراء خدماتها / منتجاتها لعدم ثقة المستهلك (سواء منظمات او افراد) في المنتج او الخدمة التي تقوم بها الشركات الوطنية الصغيرة. يريدون منتجا منافسا للمنتجات العالمية من اول محاولة والا فلا ! احب ان اضيف انني بعد عدد من المحاولات الخجولة في انشاء اعمال تجارية صغيرة لها نشاطات غير تقليدية اصبت بشيء من الاحباط – ولا انوي التوقف بالطبع – ولكنني وخلال بحثي عن الاسباب التي ادت لعدم نجاح المساعي الدؤوبة التي اقوم بها ؛ سألت قريبا لي ينتمي لفئة المليارديرات عن حقيقة ثروته رغم ضعف تعليمه . قلت بالحرف الواحد / يا ترى هل كنت لتصل لما وصلت اليه اليوم لو لم يكن لك علاقة وثيقة بالامير فلان الفلاني؟ فقال لي ببساطة : ” بعيد على شواربي” !! 🙂

  6. الدكتور سعيد التركي،

    أتفق معك دون أي اختلاف. للأسف دور الحكومات في تشجيع المشاريع الصغيرة غير مجدي. أنا بصراحة لست من دعاة التسهيلات الكبيرة والدعم المادي إلخ.. بالعكس، أنا أرى بأن على الشركة الصغيرة تنمية نفسها وشق الطريق بنفسها. ولكن على الحكومات والجهات المختصة توفير شرط واحد فقط.. العدل .. وجود العدل سيزيل الفساد وسيذلل جميع الصعوبات، بعيداً عن المحسوبيات والاحتكارات الموجودة في أسواقنا الحالية.

    لا فائدة من تشجيع الحكومة لا مشاريع غير مجدية فقط لكي نقول، لدينا منظمة لتشجيع المشاريع الصغيرة. فلو قام شخص مثلاً ببدأ مشروع لبيع تلفزيونات مستخدمة وخربانة، يجب أن يكتشف بنفسه أن هذه التجارة فاشلة عبر دخوله للسوق ومحاولته للبيع.. وهكذا يتعلم.. أما بوجود منظمات تقوم بتشجيع وتمويل مشاريع ليس لها قوة على الوصول إلى نقطة الاكتفاء الذاتي Break-Even، فلن يتطور اقتصادنا العربي.

    أيضاً، قد يكون الدعم الحكومي عبارة عن توفير دورات لكيفية إدارة المشاريع، أو لمساعدة رواد الأعمال على فهم السوق المحلي والعربي والدولي عن طريق شرح حاجة السوق، ومن هم كبار المنافسين، .. إلخ.

    أما بالنسبة لرد قريبك، فأنا سعيد لأنه كان صريح معك ووفر عليك عناء المحاولة. الوساطة يا سيدي ظاهرة موجودة في كل مكان، وهي للأسف فعالة جداً.

  7. من يريد عمل مشروع صغير يجب أن يعتمد على مصادر ذاتيه حتى لا يبدأ محمل بالفوائد. وممكن يعتمد على مساعده الأصدقاء أو مشاركتهم .هناك عوامل كتير غير التمويل تفشل 50% من المشروعات الصغيره .ياريت تدخل على موقعى في مقالات لتوجيه الشباب للعمل الحر وتنميه ذاتهم على http://Kenanaonline.com/DrNabihaGaber
    وعلى مدونتى بعض الموضعات لأنى عملاها جديد
    http://drnabihagaber.blogspot.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *