العمل الجماعي والمثل الأفريقي

قرأت مثل أفريقي أعجبني كثيراً:
“إمشي وحيداً إن أردت أن تكون سريعاً، وإمشي مع فريق إن أردت أن تصل بعيداً.”

لا شك أن لهذا المثل تطبيقات كثيرة في عالم رواد الأعمال والشباب المبادرين. في أول مشاريعي حاولت العمل مع فريق وكنت أتضايق من بطء اتخاذ القرارات وكثر النقاشات والجدل وكذلك مشاركة الغير في الأرباح والملكية. عندها قررت العمل لوحدي، وبالفعل زادت سرعة تنفيذ المشاريع، وكانت ملكيتي للمشاريع كاملة، ولكن سرعان ما زادت المهام وطغت على قدرتي وأنتهى بي المطاف مقصراً في العمل. عندها بدأت أفكر من جديد في موضوع العمل كفريق، وبدأت أقارن إيجابيات وسلبيات كلا الخيارين، وقررت أخيراً أن أعمل بشكل جماعي شريطة أن يشاركني أعضاء الفريق الرؤية والأسلوب لكي لا نضيع وقتنا في جدالات غير مجدية. صدق الأفريقي الذي قال، إن أردت أن تصل إلى البعيد، فأعمل مع فريق !

عندما أطلقت أحد مشاريعي السابقة، تواصل معي أحد الأخوة وأنتقدني بشدة بخصوص تطوير الموقع، وأتهمني بالكذب والنصب لأنه أدرك بأني لم أقم ببرمجة المشروع بالكامل وإنما أعتمدت على غيري. حاولت جاهداً شرح الموقف للأخ، ولكنه أصر أني كذاب وأنسب الإبداع والإبتكار لنفسي بينما هناك أشخاص آخرين يعملون معي. والحقيقة أني لم أنكر فريق العمل إطلاقاً، وإنما كنت أنسب معظم الإنجازات إلى فريق التطوير. المهم، في الأخير سألت الأخ الكريم، عندما يقوم مستثمر ببناء مشروع عقاري كبير، هل يقوم هو بنفسه بالرسوم الهندسية والتمويل والبناء ورفع الأعمدة، أم أنه يستعين بغيره لتنفيذ المشروع؟ لدينا عقدة عربية خلاصتها هو أنه يجب علينا إكمال المشاريع أو الأعمال بشكل فردي لكي نستحق وسام النجاح، بينما الحقيقة هي أن النجاح مبني على الوصول إلى الهدف البعيد فردياً او جماعياً.

9 تعليقات على “العمل الجماعي والمثل الأفريقي”

  1. أحمد،

    أكيد اليد الواحدة ما تصفق، بس الصراحة المثل الأفريقي دقيق جداً… يعني بالضبط شرح لك إيجابية وسلبية كلا الخيارين..

    شكراً على المرور وعلى الإيحاء الفكري 🙂

  2. الامريكيين تعلموا من اليابانيين فكره العمل الجماعي في اواسط القرن الماضي لانهم وجدوا فيه اكثر فعاليه في الانجاز و مختصرا للوقت ولكن عند اختيار اعضاء الفريق كما قلت من الضروي المشاركه في الرؤيه و لكن ايضا استخدام المهارات القياديه و تأثير القوي على اعضاء الفريق لتوجههم للاهداف المرجوه. 

  3. أخي الكريم محمد،

    بالفعل، الكثير منا يفتقد لمهارات العمل الجماعي، وأظن أن المشكلة أعمق من البيئة الدراسية، أعتقد بأن الموضوع يتعلق بالثقافة وأسلوب الحياة.. هناك مجتمعات متكافلة وهناك مجتمعات إنفرادية. الغريب أن المجتمع العربي متكافل في جوانب عديدة من الحياة، ولكن ليس في الجانب الفكري والتجاري. الشاعر يبدع لنفسه، والعالم يريد أن يخترع بدون أن يستعين بغيره، والتاجر يريد أن يحقق أرباح بنفسه.

    أذكر يوماً أني كنت أتطلع إلى ناطحات السحاب في مدينة سياتل الأمريكية، وكنت أقول لماذا لا توجد مثل هذه الأصرحة في بلادي اليمن.. فبدأت أقارن غنى التجار الأمريكان مع غنى التجار اليمنيين، وفجأة تذكرت أن معظم هذه المباني ليست ملك فردي، وإنما تملكها مؤسسات مكونة من ألاف الآشخاص.. بينما في بلادنا، كل شخص يريد بناء مبناه الخاص.. وهلم جره

  4. ثقافة العمل الجماعي ..غير منتشرة عربياً واصبحت من العملات النادرة
    فالكل يبحث عن عمل فردي لنفسه يحقق بيه ارباح شخصية ..وأصبح اي شخص يتمركز حول ذاته ..لو وجدت اي شئ بدولة عربية ستجد أن كل شخص يعمل لذاته وبالنهاية لو فكر كل فرد أنه يعمل ببناء البلد ويخرج من ضيق المركزية وينطلق نحو افاق الجماعة ستجد بلد متقدم وعقليات ناضجة ..

  5. اخي عماد
    اعجنني المثل كثيرأ بس المشكله في ايجاد الفريق المتفرغ والذي يشاركك نفس الرؤيه و بالنسبه للذي انتقدك فاعلم ان ناجح……اذا انتقدك الناس فهذا دليل انك ناجح

    تحياتي لك و اتوقع لك اقلاع صاروخي خلال السنوات القادمه و اتمنى ان تستمر بهذا الحماس و العمل الجاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *